الإيمان والإسلام في ضوء قول الأعراب آمنا

0 405

السؤال

قال الله تعالى: (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) وضح الفرق بين وصف الإيمان ووصف الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فبداية الآية قول الله تبارك وتعالى: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم [الحجرات:14]. ومن المعنى الإجمالي للآية يتضح الفرق بين وصف الإيمان ووصف الإسلام، فالأعراب قالوا آمنا ووصفوا أنفسهم بالإيمان، فرد الله تعالى عليهم مؤدبا ومعلما... وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: إن الإيمان هو التصديق مع طمأنينة القلب والوثوق الكامل بالله تعالى، واتفاق القلب واللسان والجوارح... وهذه المرتبة لم تصلوا إليها بعد، ولكن قولوا أسلمنا وانقدنا إليك طائعين مستسلمين... وعلى هذا، فالإيمان غير الإسلام، فالإيمان مرحلة متقدمة لم يصل إليها القوم بعد، وإنما دخلوا في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين مع أداء بعض الأعمال الظاهرة، واستعدوا للانقياد والاستسلام لأوامره. وإذا اجتمع الإيمان والإسلام في نص افترقا في المعنى، فدل الإيمان على الأمور الباطنة، ودل الإسلام على الأعمال الظاهرة، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. وقال له في الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. وإذا افترقا اجتمعا، فدل كل واحد منهما على ما يدل عليه الآخر، وبهذا يتضح لك الفرق بين الإيمان والإسلام. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة