السؤال
عندي على قائمة الأصدقاء في الفيس بعض الأجنبيات من الأقارب، فما حكم ذلك؟ وما الحكم إذا قام شخص من أصدقائي بالتعليق، أو تسجيل الإعجاب على أحد المنشورات عندي، وهو يضع على صفحته بجوار اسمه صورة امرأة تظهر للناس عند قيامه بالتعليق، أو تسجيل الإعجاب؟ هل علي إثم إذا رأى أحد صورة هذه المرأة؟ وإذا قمت بإلغاء الصداقة معه، أو إزالة التعليق الذي كتبه، فسيتضايق مني بشدة على الأظهر، لا سيما أن منهم بعض أقاربي، وما حكم أن يكون عندي على قائمة الأصدقاء من ينشر بعض المحرمات على صفحته، لكن ذلك ليس هو الغالب عليها؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا حكم إضافة الرجال لصديقات أجنبيات والعكس في مواقع التواصل الاجتماعي، في الفتوى رقم: 237316.
هذا، واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يكون عونا لأي أحد على الوقوع في المعاصي والآثام, فقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب {المائدة:2}.
وبناء على هذا؛ فالواجب عليك أن تمنع أي تعليق، أو إعجاب تظهر فيه صورة امرأة مبدية ما لا يجوز لها إبداؤه من جسدها، أو يتضمن أمرا محرما.
فإن لم تفعل مع قدرتك على المنع، فأنت مشارك في الإثم.
وللتخلص من الحرج مع القرابات؛ يمكنك كتابة منشور فيه تنبيه لأصدقائك بأنك ستلغي صداقة من ينشر على صفحتك، أو يشاركك منشورا يتضمن أمرا محرما شرعا، واذكر أن سبب هذا الإجراء هو خوفك من أن تبوء بإثم من يشاهد ذلك المنشور المحرم؛ وحينئذ سيتفهمون، ولن يحصل مكروه -إن شاء الله تعالى-.
وأما ما ينشره أصدقاؤك من المنكرات في صفحاتهم الخاصة؛ فلا يبوء بإثمها إلا هم، ولا شيء عليك؛ لقول الله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى {سورة فاطر:18}، إلا أن تكون مشاركتهم في صفحتك سببا في دخول زوار صفحتك الخاصة لصفحاتهم؛ فحينئذ تكون سببا في تمرير هذه المنكرات إلى زوار صفحتك، مما يجعلك مشاركا في الإثم.
والله أعلم.