السؤال
شيخي الفاضل: أنا شاب في الثلاثين من العمر، متزوج، ومسافر منذ سنة، وأنا بعيد عن أهلي وزوجتي.
تمكن مني الشيطان، وقادني لامرأة مومس، لم أدخل بها دخول الرجل بالمرأة: الوطء، بل إنني لم أر عورتها الكبرى؛ لأنني لم أنزع ثيابها ولم أصل إليها، إنما بطريق المداعبة، قضيت الشهوة، وتركتها وانصرفت.
أرجو مساعدتي للتخلص من هذا الذنب، وأنا لم أفعلها قبل -وإن شاء الله- لن أفعلها بعد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى مما ألممت به مع تلك المرأة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
فإذا تبت توبة صادقة، فأبشر بقبول التوبة وعفو الله عنك -إن شاء الله-؛ قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون [الشورى:25].
وننصحك ألا تطيل الغياب عن أهلك.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: ... طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا، لا يصلح ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته، لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.
وقال الشيخ عطية صقر -رحمه الله-: .. فإني أيضا أنصح الزوج بألا يتمادى في البعد، فإن الذي ينفقه حين يعود إليها في فترات قريبة، سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية، وعصمة خلقية لا توفرها المادة التي سافر من أجلها.. فتاوى دار الإفتاء المصرية.
وإلى أن تعود إلى أهلك، أو تستقدمهم إليك، فعليك أن تصبر وتستعف، ومما يعينك على ذلك كثرة الصوم، مع الحرص على غض البصر، وسد أبواب الفتنة، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، وتقوية الصلة بالله، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء، مع إحسان الظن بالله؛ فإنه قريب مجيب، وراجع الفتوى رقم: 23231
والله أعلم.