هل يأثم المتسبب في ارتفاع نسبة ظهور الأفلام الإباحية في البحث؟

0 180

السؤال

قمت بمشاهدة العديد من المقاطع الإباحية على اليوتيوب. فهل سآخذ ذنب من رآها، أو فعل مثلها؛ لأني ومن شاهدها، تسببنا في ارتفاع نسبة ظهورها في البحث؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تائبا من معصية مشاهدة الأفلام الإباحية، ونادما على ما بدر منك، وعازما على عدم العودة لذلك أبدا؛ فلن تتحمل إثم من شاهد هذه الأفلام، على الرغم من أنك تسببت في ارتفاع نسبة ظهورها في البحث؛ وذلك لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال الله تعالى بعد ذكر جملة من المعاصي: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. [سورة الفرقان:70]، وقال أيضا: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى [سورة طـه:82]. وقال: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. [سورة الزمر:53].

وأما من لم يتب، فإنه يتحمل وزر من كان سببا في وقوعه في المعصية ذاتها؛ لأنه يكون بذلك داعيا إلى ضلالة، قال الله تعالى: ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون [سورة النحل:25]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا. رواه مسلم. وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 124586 أن من دل غيره على معصية ثم تاب؛ فإنه لا يلحقه إثم استمرار غيره على تلك المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات