0 163

السؤال

أنا شاب أعاني من سلس مذي متقطع، إذا خرج مني المذي لا ينقطع إلا بعد حوالي ساعة أو أكثر. لكن إذا قضيت حاجتي وانتظرت ساعة، ينقطع.
والمشكلة أنني كلما استيقظت من النوم، يخرج مني المذي، غير متعمد.
يجب علي أن أستيقظ قبل ساعة من الذهاب إلى صلاة الفجر في المسجد، حتى أقضي حاجتي، وأنتظر ساعة حتى ينقطع.
ولا أستطيع أن أقوم الليل؛ لأن قيام الليل قبل الفجر، وذلك سيتطلب النهوض باكرا جدا، وهذا يشق علي جدا، على الرغم من محبتي لقيام الليل قبل الفجر.
حاليا لا أستيقظ باكرا، وأصلي قبل الشروق، لكن في بعض الأوقات يخرج المذي مني في صلاة الفجر بعد الاستيقاظ، وتفوتي الصلاة حاضرة، لأنه لا يكون لي وقت لأستنجي وأتوضأ مرة أخرى. وإذا كان لدي وقت، أعيد الوضوء عدة مرات، وأعيد الصلاة أكثر من مرة.
ولا أصلي سنة الفجر، خشية أن يخرج المذي، وأصلي الفجر مباشرة، وأقرأ سورا ليست طويلة؛ كيلا ينتقض وضوئي من المذي.
فكيف أصنع؟ هل يجب علي أن أستيقظ قبل ساعة من صلاتي للفجر، أم أصلي على حالي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:                      

 فالجواب على سؤالك يقتضي التنبيه على ما يلي:

1ـ لا يجب عليك الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بساعة؛ لأن النائم مرفوع عنه التكليف حال نومه, وليس مخاطبا بالصلاة قبل دخول وقتها.

قال النووي في شرح صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: إنه ليس في النوم تفريط فيه. دليل لما أجمع عليه العلماء أن النائم ليس بمكلف، وإنما يجب عليه قضاء الصلاة ونحوها بأمر جديد. هذا هو المذهب الصحيح المختار عند أصحاب الفقه والأصول. انتهى.

وقال الشوكاني في نيل الأوطار: الحديث يدل على أن النائم ليس بمكلف حال نومه، وهو إجماع. انتهى.

2ـ إذا كان المذي ينقطع بعد ساعة, فلا ينطبق عليك حكم صاحب السلس, فبعد الاستيقاظ إذا تحققت من نزول المذي, فإنك تمكث حتى ينقطع, إلا إذا خشيت خروج الوقت, فإنك تتوضأ, وتصلي على حالتك, وراجع الفتوى رقم: 276664

وإذا صليت قبل بداية شروق الشمس, فقد أتيت بصلاة الصبح في وقتها, فإن وقتها ينتهي بمجرد طلوع حاجب الشمس، كما سبق في الفتوى رقم: 58369.
3ـ عليك الحذر من الوسوسة التي توقعك في كثرة إعادة الوضوء, والصلاة, لكن إذا تحققت من نزول المذي أثناء الصلاة, فإنها قد بطلت, ووجب عليك أن تتوضأ, وأن تعيدها, ولو خارج الوقت, كما يجب عليك قضاء الصلوات التي بطلت, ولم تعدها, فإن كنت ضابطا لعددها, فاقضها، وإلا فإنك تقضي حتى تتحقق, أو يغلب على ظنك أن ذمتك قد برئت, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 61320

4ـ حافظ على سنة الفجر؛ فإن تركها خشية خروج المذي، قد يكون من الوسوسة, لكن تركها لا يوجب الإثم, وراجع الفتوى رقم: 7412 .

5ـ إذا عزمت على قيام الليل, ثم عجزت عنه لأجل السبب الذي ذكرته, فإنه يرجى لك حصول ثواب ما نويت, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 115973.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة