السؤال
ما صحة هذه الآثار:
1- قالت عائشة -رضي الله عنها-: من أكل الملح قبل كل شيء، دفع الله عنه ثلاثمائة وثمانين نوعا من البلاء، أهونها الجذام. اهـ.
2- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لدغ النبي صلى الله عليه وسلم في إبهام رجله اليسرى، فقال: علي بذلك الأبيض الذي يكون في العجين، فجيء له بالملح، فوضعه في كفه، ثم لعق منه ثلاث لعقات، ثم بقيته على موضع اللدغة؛ فسكن عنه. اهـ.
3- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أكلت، فابدأ بالملح، واختم بالملح؛ فإن الملح شفاء من سبعين داء، أولها الجذام، والبرص، ووجع الحلق، والأضراس، والبطن. اهـ؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الأثر الأول عن عائشة -رضي الله عنها-: فقد ذكره الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب: عن عائشة، ولكن بلفظ: من أكل الملح قبل كل شيء، وبعد كل شيء؛ دفع الله عنه ثلاثمائة وثلاثين نوعا من البلاء، أهونها الجذام.
ومن المعلوم أن كتاب الفردوس للديلمي، مظنة للأحاديث الضعيفة.
أما الحديث الثاني: فإننا لم نقف له على إسناد، إلا ما أورده الخطيب البغدادي في (المتفق والمفترق) بإسناده، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا عبد الله بن جعفر المديني، حدثنا عبد الملك بن أبي سيلمان الفهري، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، قالت: ((لدغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبهام رجله اليسرى، فقال: علي بذاك الأبيض الذي يكون في العجين، فأتيناه بالملح، فوضعه في كفه، ثم لعق منه ثلاث لعق، ثم وضع بقيته على اللدغة فسكنت)). اهـ.
ولم نقف على من تكلم فيه من أهل العلم بصحة أو ضعف، إلا أن فيه عبد الله بن جعفر المديني، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: ضعيف.
وفيه أيضا عبد الملك بن أبي سليمان الفهري، فالذي يظهر أن الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الأثر الثالث: فقد أورده الحافظ السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، وقال محقق المطالب العالية لابن حجر: حديث بهذا الإسناد موضوع، كما قاله ابن الجوزي، وفيه أربع علل:
1- في إسناده: "عبد الرحيم بن واقد الخراساني"، وهو ضعيف.
2- وفي إسناده: "حماد بن عمرو النصبي"، وهو متروك.
3 - وفي إسناده: "السري بن خالد بن شداد"، وهو مجهول.
4- الانقطاع في إسناده، فإن علي بن الحسين زين العابدين، لم يدرك جده علي بن أبي طالب، كما أن محمد بن علي الباقر أرسل عن جده الحسين بن علي -رضي الله عنه-. اهـ.
والله أعلم.