علاقة الحب بين شاب وفتاة... الداء والدواء

0 100

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 18 سنة، أطيع الله عز وجل، وأحافظ على صلاتي في وقتها. وكما هو معلوم فإن شابا في مثل عمري يدرس في الثانوية، ويشرف على امتحان شهادة البكالوريا بفضل الله جل شأنه. إلا أنني وقعت في حب فتاة ذكية مهذبة، ولطيفة من النظرة الأولى، عندما وجدت نفسي أنظر إلى عينيها، وهي تنظر إلي دون وعي مني. وهي تدرس معي في نفس القسم، وتكبرني بسنتين ونصف تقريبا.
ولكني لم أول هذا الشعور أي اهتمام، وحاولت أن أتجاهله خوفا من معصية ربي، واستغفرت الله، وأصبحت أكف بصري عنها؛ كي لا أتعمق في حبها، ولكن مع مرور الزمن بت أرى أنها تولي لي اهتماما كبيرا بدورها، وتشعرني بأنها تحبني، علما أنني لم أتفوه لها ولا لغيرها بأية كلمة من قبل، ولا أعرفها ولا تعرفني، خصوصا أني من خارج بلدتها، ولم يسبق لي أن رأيتها.
وقد تأكدت بأن الشعور نابع من قلبها، حيث إننا عندما ندخل القسم تبدأ بالنظر إلي، وتخفض رأسها وتغرق في البكاء، فأسمع أنينها وسط الحصة.
نظرت إليها ذات مرة، فوجدتها تذرف الدموع بحرقة، استمر الحال هكذا لمدة شهر أو أكثر، كل يوم تبكي أمامي وتنظر إلي، فلم يسمح لي ضميري بتجاهلها، وصرت أنظر إليها كذلك -سامحني الله- فإذا بها تتغير، وأصبحت تبتسم وتضحك وتنبسط، وتقترب مني لأتحدث معها.
فكنت أتهرب منها، فأراها بعدها تبكي ثانية. تجاهلتها وحاولت ألا أنظر إليها مجددا، إلا أنني أصبحت لا أفكر إلا فيها، ولا أستطيع أن أنساها وهي تبكي أمامي.
تدهور مستواي الدراسي مقارنة مع السنوات الماضية، ما أثار استغراب أهلي، ولم أخبرهم بالأمر. فإذا فعلت فإنهم سيغيرونني من الثانوية التي أدرس فيها، لكن هذا لن يغير شيئا بالنسبة إلي، فقد أحببتها، ولا أستطيع أن أنساها، ونيتي صافية تجاهها، وهي الزواج منها -والله شاهد على ما أقول- ولكن أهلي لن يتفهموا كلامي، خصوصا أني لا زلت أدرس، ولأني كذلك أنا الفرد الأخير (الصغير) في الأسرة، ولدي أخ أكبر مني سنا، وعاداتنا تقتضي زواج الأكبر قبل الأصغر.
ومصداقا لقوله تعالى:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) أطلب رأيكم في هذه المسألة، وأريد أن توجهوني فأنا في حيرة من أمري.
وجزاكم الله بما تصنعون خيرا.
أختم بقوله عز وجل :(إن الله يحب المحسنين).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، ويصرف عنك الفتن، ويهديك لأرشد أمرك.

واعلم أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات، هو أمر لا يقره الشرع، وهو باب فتنة وفساد.

وإذا تحاب رجل وامرأة، فالزواج هو الطريق الأمثل، والدواء الناجع، فإن لم يتيسر لهما الزواج، فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، وينشغلا بما ينفعهما في الدين والدنيا، وانظر الفتوى رقم: 61744
فإن كنت تقدر على الزواج من هذه الفتاة، فبادر به، وإلا فاجتهد في إزالة هذا التعلق من قلبك، واشغل نفسك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك، ولا سيما وأنت في مرحلة من العمر لها خطرها، وسوف تسأل عنها يوم القيامة، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟  رواه الترمذي.

وللفائدة، راجع الفتوى رقم: 133970

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة