السؤال
ما حقيقة فضل الاستغفار بنية تعجيل إجابة الدعاء؟ وما الصيغة المناسبة لفعل ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاستغفار من الأذكار العظيمة التي ثبت الترغيب في الإكثار منها؛ ولذلك قال نوح -عليه الصلاة والسلام- لقومه مرغبا لهم في الاستغفار: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا [نوح: 10- 12]، وقال الله تعالى على لسان هود -عليه الصلاة والسلام-: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم [هود:52]، وقال عز وجل لهذه الأمة: وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله [هود:3].
والاستغفار من أسباب استجابة الدعاء, قال ابن القيم في الجواب الكافي متحدثا عن أسباب استجابة الدعاء: وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب، وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة ... ثم قدم بين يدي حاجته التوبة، والاستغفار ... فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا. انتهى باختصار.
إضافة إلى أنه عمل صالح, فيجوز التوسل به لأجل تحقيق المطلوب, قال البيضاوي في تفسيره أثناء الحديث عن أنواع التوسل: وإما الطلب فبالاستغفار؛ لأن المغفرة أعظم المطالب، بل الجامع لها. انتهى. وراجع المزيد عن جواز التوسل إلى الله بالعمل الصالح، وذلك في الفتوى رقم: 187471.
ويحصل الاستغفار بأي صيغة تدل عليه, ولا يتعين التقيد بصيغة معينة, إلا أن الأفضل هو الاقتصار على الصيغ المأثورة في الكتاب أو السنة, وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 51755, والفتوى رقم: 239581.
والله أعلم.