السؤال
لماذا تأتي في القرآن كلمات مثل: الراكعين، والساجدين، والمصلين، والركع السجود، متفرقة، ما دامت هذه الكلمات بمعنى الصلاة، وليس لها معنى آخر؟
وأنا أرى أن الركوع والسجود ليس في الصلاة فقط، لكن في حياتنا كلها، ولها معنى آخر، أو معنى إضافي على المعنى الذي نعرفه، حيث ذكر السجود في القرآن كذلك للشمس، والقمر، والجبال، والنجوم، والدواب.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصلاة يعبر عنها في القرآن والسنة ببعض أجزائها، فتسمى قرآنا، كما في قوله تعالى: إن قرآن الفجر كان مشهودا {الإسراء:78}؛ وذلك لأن القراءة من أركانها، كما تسمى ركوعا وسجودا، ويعبر عن فاعليها بالركع السجود، وبالراكعين والساجدين، قال القرطبي في تفسير قوله: الراكعون الساجدون: أي: في الصلاة المكتوبة، وغيرها. اهـ. وقال القاسمي: والراكعون الساجدون، أي: المصلون. اهـ. وقال الشيخ رشيد رضا -رحمه الله-: (الراكعون الساجدون) لله تعالى في صلواتهم. والصلاة تذكر تارة بلفظها، وتارة ببعض أركانها، كالقيام، والركوع، والسجود. وهذا الوصف يفيد التذكير بهذه الهيئة، وتمثيلها للقارئ، والسامع. انتهى.
ويعين هذا أن الركوع لا يشرع التعبد به في غير الصلاة، وكذا السجود المجرد لا يشرع التعبد به، وإنما يشرع السجود لسبب، كسجود التلاوة، والشكر، وتنظر الفتوى رقم: 216733. ولا ينافي ما ذكرناه ما ورد في القرآن من سجود المخلوقات، كقوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب {الحج:18}؛ وذلك لأن سجود كل شيء بحسبه.
وللعلماء كلام في معنى ما ورد من هذا في القرآن، يمكن الاطلاع عليه في الفتوى رقم: 359152.
والله أعلم.