السؤال
أريد أن أعرف أمورا تتعلق بآداب المسجد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالآداب التي تتعلق بالمسجد كثيرة منها:
دعاء الدخول: فيستحب أن يقول الداخل: "أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك" وقد تعددت الروايات بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبى داود، وابن ماجه وغيرهما.
ودعاء الخروج: "بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم" تعددت الروايات بذلك أيضا في السنن.
قال الإمام النووي في كتابه الأذكار: بعد ذكر أدعية الدخول والخروج، ويقدم رجله اليمنى في الدخول، ويقدم اليسرى في الخروج.انتهى.
كما أن المساجد خير البقاع وأحبها إلى الله، فلا يجوز للجنب الدخول إليها إلا مرورا من غير مكث، لقوله تعالى: (ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) [النساء: 43].
وكذلك الحائض والنفساء لا يحل لهما دخول المسجد والأصل في ذلك حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" رواه أبو داود.
والنفساء تقاس على الحائض. أما المرور فلا بأس به إذا دعت إليه الحاجة، وأمن تنجيسها المسجد.
وبالجملة فلابد من صيانة المساجد عن اللغو والباطل، قال تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) [النور: 36]. قال ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما ـ عند هذه الآية ـ قال: نهى الله سبحانه عن اللغو فيها، قال قتادة هي هذه المساجد، أمر الله سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن المساجد: "إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن" رواه مسلم.
والواجب صيانة المساجد عن البيع والشراء فيها، أو إنشاد الضالة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك" رواه الترمذي والحاكم. ولقوله صلى الله عليه وسلم: "من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك" رواه مسلم. ولا بأس بالأكل في المسجد أو النوم إذا احتاج المرء لذلك مع المحافظة على نظافة المسجد. هذه بعض الآداب نسأل الله التوفيق في الالتزام بها. والله أعلم.