السؤال
في سورة الأعراف 79 لماذا في النبي صالح فقط قال.. وأبلغكم رسالة ربي.. أما في نوح وشعيب "فقال أبلغكم رسالات ربي".. لماذا في الأولى رسالة مفرد، أما باقي الرسل رسالات بالجمع؟
في سورة الأعراف 79 لماذا في النبي صالح فقط قال.. وأبلغكم رسالة ربي.. أما في نوح وشعيب "فقال أبلغكم رسالات ربي".. لماذا في الأولى رسالة مفرد، أما باقي الرسل رسالات بالجمع؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ذكر الرسالة بصيغة الجمع في حق بعض الرسل دون بعض له ثلاثة أوجه: الوجه الأول: أن المقصود مثابرة الرسول على تبليغ الرسالة في أوقات مختلفة، فيكون قد أطلق على كل تبليغ رسالة. الوجه الثاني: اشتمال الرسالة على معان مختلفة كالعقائد والمواعظ والأحكام، فيكون الجمع باعتبار تعدد هذه المعاني. الوجه الثالث: تبليغ الرسول ما كلف به بالإضافة إلى شريعة من قبله من الأنبياء. قال الإمام البيضاوي في تفسيره: وجمع الرسالات لاختلاف أوقاتها، أو لتنوع معانيها كالعقائد والمواعظ والأحكام، أو لأن المراد بها ما أوحي إليه وإلى الأنبياء قبله. انتهى. وقال الشيخ ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: وجملة: وأبلغكم رسالات ربي صفة لرسول أو مستأنفة، والمقصود منها إفادة التجدد وأنه غير تارك التبليغ من أجل تكذيبهم تأييسا لهم من متابعته إياهم، ولولا هذا المقصد لكان معنى هذه الجملة حاصلا من معنى قوله: ولكني رسول، ولذلك جمع الرسالات لأن كل تبليغ يتضمن رسالة بما بلغه. والله أعلم.