السؤال
كيف يعرف الشخص إذا ما كان شاكا في شيء من أمور الدين والعقيدة أو أنه وسواس؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان الفرق بين الشك المؤدي للكفر، وبين الوسوسة، وذلك في الفتوى رقم: 128213.
وعماد ذلك أن خواطر الكفر ومخالفة العقيدة، يكرهها الموسوس، وينفر منها؛ لكونها تهجم عليه بغير اختياره, وتخالف ما استقر في نفسه من الإيمان، وهو مع ذلك لا يقدر على دفعها، ولكنه لا يركن إليها، ولا يأنس ولا يقتنع بها، بخلاف الشاك، فإنه لا ينزعج من هذه الأفكار إلا انزعاج الحيران؛ لأنها لا تخالف شيئا مستقرا عنده، ولكونه يفكر فيها باختياره، ويمكنه دفعها بالبحث والسؤال، ومعرفة الحجج والأدلة.
أما الموسوس فتلح عليه هذه الأفكار رغم اقتناعه بسخافتها وبطلانها! وانظر لمزيد الفائدة الفتويين: 60628، 3086.
هذا، وننبه على أن الوسوسة -وإن قلت وصغرت- تصيب الكثير من أهل الإيمان، بل أكثرهم، فعن أبي زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله، ما أتكلم به! قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد. قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} الآية، قال: فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا، فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}. رواه أبو داود، والضياء في المختارة. وقال الألباني: حسن الإسناد. اهـ. وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي. اهـ.
والله أعلم.