السؤال
ما هي الصلاة الصحيحة؟ وأرجو أن تبينوا لي أخطاء المصلين.
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة الصحيحة الكاملة هي التي تشبه صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيجب على المسلم أن يتعلم صفة صلاته -صلى الله عليه وسلم- ويطبق ذلك، ففي صحيح البخاري من حديث مالك بن الحويرث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صلوا كما رأيتموني أصلي.
وأقل مجزئ من ذلك أن يحافظ المسلم على الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، فيغتسل إذا وجب عليه الغسل، ويتوضأ إذا وجب عليه الوضوء أو يتيمم في الحالة التي يكون ذلك هو الحكم الشرعي بالنسبة له، بأن يكون مريضا يضره الوضوء أو فقد الماء، ويغسل جميع ذكره إذا خرج منه مذي.
وعليه أن يحافظ على الطهارة من الخبث -أي النجاسات- في بدنه وثوبه والمكان الذي يصلي فيه. وأن يستر عورته ويستقبل قبلة المسلمين، وأن يحافظ على أداء الصلاة في وقتها الذي عينه الله تعالى لكل صلاة. وأن يحافظ على إتمام الركوع والسجود والقيام، وأن يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا دخل المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في ناحية من المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى ثم جاء فسلم، فقال وعليك السلام، فارجع فصل فإنك لم تصل، فقال في الثانية أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله فقال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر لك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تستوي قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها.
أما أخطاء المصلين فهي كثيرة، وتختلف باختلاف الناس وبلدانهم، فتجد عند قوم أخطاء لا توجد عند آخرين، ومن الأخطاء الأكثر انتشارا: التساهل في أمر الطهارة بنوعيها، وعدم إتمام الركوع والسجود، والعبث في الصلاة، وعدم الخشوع فيها، وعدم المحافظة عليها في الجماعة، إلى غير ذلك من الأخطاء الكثيرة، وننصحك بقراءة كتاب (القول المبين في أخطاء المصلين) وكتاب (المنظار في الأخطاء الشائعة).
وكذلك كتاب صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويجب على المسلم طلب العلم الشرعي الذي يعرف به ماذا يجب عليه لربه وما ينجيه من عذابه يوم القيامة؟ ففي الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه الطبراني عن ابن مسعود.
والله أعلم.