السؤال
أنا مسلم -الحمد لله- أريد أن أسال إذا جاز الدعاء بما دعا به إبراهيم ربه ليطمئن قلبه، فأنا أريد أن أرى عين اليقين، وأنا -الحمد لله- أؤمن بوجود الله، وأوحده، لكن قلبي غير مطمئن، فكل منا تأتي له وساوسه، ولكن أريد أن أنهي هذه الوساوس، وأضع لها حدا للأبد؛ بأن يريني الله آية من آياته، أو برهانا من براهينه، ونذرت صوم شهر لله إذا أراني وأراح قلبي. وأعلم أني لن أوفيه حقه. فأريد منكم أن تفيدوني هل يجوز أن أدعو كهذا الدعاء؟ أم هو للأنبياء فقط؟ وأنا أعلم أني لا شيء بالنسبة لهم. وإذا جاز هذا الدعاء هل من طريقة ما أدعوه بها؟ وهل يجب أن أوفي بالنذر حتى إذا لم يقبل الله دعائي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك أن تدعو الله تعالى أن يريك آية لأجل زيادة الإيمان، وقوة اليقين, كما فعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام, فإن مثل هذا الدعاء جائز لسائر الناس, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 14241. وهي بعنوان: حقيقة سؤال إبراهيم عليه السلام: (رب أرني كيف تحيي الموتى)
ويقول الشيخ ابن عثيمين في تفسيرسورة البقرة أثناء ذكر فوائد قوله تعالى: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى (البقرة: 260)
ومنها: أنه لا حرج على الإنسان أن يطلب ما يزداد به يقينه، لقوله تعالى: {أرني كيف تحيي الموتى}؛ لأنه إذا رأى بعينه ازداد يقينه. انتهى
وفى حال ما إذا نذرت صيام شهر لله تعالى إذا رأيت آية, فلا يلزمك الوفاء بالنذر إلا بعد تحقق الشرط الذي تلفظت به, لأن النذر المعلق لا يجب الوفاء به إلا عند تحقق ما علق عليه، كما قدمنا في الفتوى رقم: 17463. والفتوى رقم: 169209.
وبخصوص كيفية الدعاء, فليست للدعاء صيغة معينة يطلب الالتزام بها, فبإمكانك أن تقول: اللهم أرني آية كذا، وتسميها.
وراجع لمزيد الفائدة حول علاج الوسوسة فى العقيدة الفتوى رقم: 155557, والفتوى رقم: 59192.
والله أعلم.