ليس للمرء أن يكتب في سيرته الذاتية أنه عمل مدة لم يعمل قدرها حقيقة

0 82

السؤال

أريد أن أتقدم لاختبار في شهادة معينة لإدارة المشاريع، وحين التسجيل يطلبون منك ملء جدول تفاصيل عمل الخبرة لديك لسبعة آلاف وخمسمائة ساعة (7500 ساعة) خلال 8 سنوات ماضية، والمشكلة أنني لن أتذكر خلال هذه السنوات كم ساعة بالضبط قضيتها في أي موضوع، وأرى أنه شرط صعب التحقيق، على أن الغرض من هذا الطلب هو ضمان أن حاملي هذه الشهادة لديهم خبرة عملية أيضا، إضافة إلى الشهادة الدراسية.
قمت بتعبئة البيانات بشكل مجمل، لكن ال 7500 ساعة لم تكتمل؛ لأنهم يطلبون خلال 8 سنوات ماضية فقط، وأنا عندي ساعات قبل الثماني سنوات، وبعد التسجيل يكون لديك فترة سنة قادمة للتقديم للاختبار، وفي هذه السنة أيضا سيكون هناك ساعات لم تسجل في الجدول، فما رأيكم: هل أتوكل على الله وأقدم الاختبار؟ علما أن جميع من شاورتهم ممن حصلوا على الشهادة، وهم ممتازون في عملهم، قالوا لي: إنهم لم يعطوا لهذه النقطة أهمية كبيرة؛ إذ إن المطلوب وجود خبرة عملية، وهي موجودة -إن شاء الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالأصل مراعاة الشروط المكتوبة، وتعبئة البيانات المطلوبة دون كذب، أو خداع، فليس للمرء أن يكتب أنه عمل مدة سنة مثلا، وهو لم يعمل إلا شهرا، أو شهرين، قال تعالى: واجتنبوا قول الزور {الحج:30}، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوبي زور.

قال العلماء: معناه: المتكثر بما ليس عنده، المتزين بالباطل.

وفي صحيح مسلم -أيضا- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا، فليس منا. وأخرج الطبراني أيضا: من غشنا، فليس منا، والمكر والخداع في النار. وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث. 

وأما عدم اعتبار شرط ما، أو حمله على غير مقتضاه، وتفسيره على خلاف ظاهره، فهذا يرجع فيه إلى الجهة المسؤولة، لا إلى هوى الشخص نفسه.

وعليه؛ فإن كنت تظن أن هذه الفقرة وهي: "أن تكون خبرة المتقدم تساوي 7500 ساعة خلال 8 سنوات ماضية"، الغرض من هذا هو فقط لضمان أن يكون حامل هذه الشهادة لديه خبرة عملية، بغض النظر عن مدتها، فاستفسر ممن وضع تلك الفقرة، وارجع إلى الجهة التي تجري الاختبار وسلها: هل تقصد ما ذكرت أو لا؟

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة