السؤال
جاء في الفروع لابن مفلح الحنبلي: ومن شك في عدد الركعات، أخذ باليقين. اختاره الأكثر، منهم: أبو بكر، وزاد: يبني الموسوس على أول خاطر، كطهارة، وطواف، ذكره ابن شهاب، وغيره.
سؤالي عن الفرق بين بناء الموسوس على الأكثر، وبنائه على أول خاطر. وهل يبني الموسوس على أول خاطر حتى وإن كثرت خواطره، كأن يشك في الصلاة مثلا: هل هو في الركعة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة؟ أو يشك في غسل عضو في الوضوء هل هي الغسلة الأولى أو الثانية أو الثالثة؟ أو يشك في غيرها من العبادات؟
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمراد من قول الفقهاء: (( إن الموسوس يبني على أول خاطر)): هو أنه إذا سبق إلى ذهنه أنه أكمل وضوءه؛ فإنه يعتمد الخاطر الأول الذي وقع في نفسه، ولا يعيد وضوءه. وإن سبق إلى ذهنه أنه صلى ثلاثا من رباعية، فإنه يبني على هذا الخاطر الأول، ولا يلتفت إلى ما بعده من الخواطر، ويتم صلاته بركعة رابعة.
جاء في الدر الثمين والمورد المعين (شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين) لمؤلفه محمد بن أحمد ميارة المالكي مبينا لهذا القول: قيل والمعتبر أول خاطر به، فإن سبق إلى نفسه أنه أكمل وضوءه، أو أنه على وضوئه، فلا يعيد. وإن سبق إلى نفسه أنه لم يكمل أعاد؛ لأنه في الخاطر الأول مشابه للعقلاء، وفي الثاني مفارق لهم. انتهى.
وهذا القول قال به بعض أهل العلم، وهو أن الموسوس يبني على أول خاطر، ولا يبني على الأكثر.
والمراد ببنائه على الأكثر هو أنه إن شك هل صلى اثنيتن أو ثلاثا؟ اعتمد الأكثر وهو ثلاث. أو شك هل سجد سجدة أو سجدتين؟ اعتمد السجدتين، وألغى في الصورتين البناء على الأقل، سواء كان الذي سبق إلى نفسه هو الأقل أو الأكثر؛ فإنه يبني على الأكثر مطلقا، وذلك لئلا تعنته هذه الوساوس ويسترسل معها، وهذا خلاف الشخصي العادي، فإنه يبني على الأقل دائما.
ومن خلال ما سبق، يتضح لك الفرق بين البناء على الخاطر الأول، وبين البناء على الأكثر بالنسبة للموسوس.
والله أعلم.