السؤال
سؤالي عن فك السحر القديم. قصتنا أننا وجدنا منذ عشرين سنة، عند سور منزلنا، لفافة، بها شعر، وأظافر، وأوراق كتب طلاسم. فتحت أختي هذه اللفافة، واستنشقتها، وجدت رائحتها كرية؛ فقرأت عليها آية الكرسي والمعوذات بشكل سريع، ثم طلبت من أخي أن يرميها في القمامة. وبعد فترة وجدنا على سطح بيتنا ملابس داخلية، أحدها جديد، والآخر به دم وكأنه مغسول، وفستان داخلي، ويلبس تحت الفساتين الثقيلة. وكانت الملابس جديدة كلها، وجدتها أمي، فرمت الملابس الداخلية، وجربت الفستان الداخلي؛ فعميت بصيرتنا، وارتدينا هذا الفستان جهلا منا بأمره، ولأنه جديد. كل هذه الأمور لم نعرها أي اهتمام إلا بعد مرور عشرين سنة، عندما وصلت أختي الكبرى التي فتحت السحر إلى الأربعينات؛ فأصبحنا نقرأ القرآن، فقد كنا نصلي، ولكن لم نكن نقرأ القرآن بشكل جيد، ونقرأ الرقية عدة أيام، ونقرأ سورة البقرة. وحتى عندما تزوجت اثنتان من أخواتي، فقد تزوجن بعد سن الخامسة والثلاثين. وبالنسبة لي أنا -والله- فقد تقدم لخطبتي عشر عائلات طيبة، وأغلبها ينتهي قبل أن يبدأ. وأحيانا يضيق صدري عند رؤية الرجل، ولم نلق باللوم على السحر، وكنا نقول: يمكن أن يكون هذا النصيب، ولكن تكرار الأمر أتعبنا.آسفة على الإطالة، ولكن -والله- الأمر أرهقنا. وشكرا لكم مسبقا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول في البدء: إن تأخر أمر الزواج، لا يلزم أن يكون سببه شيئا من السحر ونحوه، بل يمكن أن يكون نوعا من الابتلاء؛ ليمتحن الرب تعالى صبر عباده، ويرفع به درجاتهم، ويكفر عنهم ذنوبهم وسيئاتهم. فنوصي بالصبر؛ فله الكثير من العواقب الحميدة، وسبق بيان بعضها في الفتوى رقم: 18103.
وإن خشي أن يكون ذلك بسبب السحر مثلا، فينبغي الالتجاء إلى الله عز وجل، وكثرة دعائه، فهو من يجيب دعوة المضطر ويكشف الضر، قال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل:62}.
وقراءة القرآن في البيت أمر طيب، ولا سيما سورة البقرة، فإنها تغلب السحرة، كما جاء في الحديث، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 58076.
والرقية الشرعية من أفضل ما يكون به علاج السحر، كما هو مبين في الفتوى رقم: 2244، ورقم: 5252. ويمكن الاستعانة في ذلك ببعض الرقاة من أهل الخير والاستقامة. نسأل الله تعالى لكم العافية من كل بلاء.
وننبه في الختام إلى أمرين:
الأول: عن كيفية التخلص من السحر إذا وجد مكتوبا ونحو ذلك، وقد بيناها في الفتوى رقم: 111892.
الثاني: أهمية المحافظة على قراءة القرآن، ففي ذلك الأجر العظيم، والتحصين للنفس من الشرور، وتراجع الفتوى رقم: 37774، ورقم: 19600.
والله أعلم.