السؤال
قال تعالى: "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب.
الرجاء تفسير هذه الآية تفسيرا علميا مع بيان الإعجاز العلمي فيها.
قال تعالى: "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب.
الرجاء تفسير هذه الآية تفسيرا علميا مع بيان الإعجاز العلمي فيها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخالق -جلت قدرته- يضرب للناس مثلا عظيما في هذه الآية، وهي قوله سبحانه: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب [الحج:73].
وهذا للتنبيه على ضعف المخلوقات المدعوة، والمتوسل بها من دون الله -عز وجل-، حيث لا يستطيعون فرادى ولا جماعة أن يخلقوا كائنا حيا وإن كان صغيرا ضعيفا مثل الذباب، فضلا عما هو أكبر منه كالفيل والجمل، بل إنهم أضعف من ذلك وأحقر، حيث لا يستطيعون تخليص ما يسلبهم الذباب من أشياء.
ويأتي العلم اليوم ويكشف هذه الحقيقة فيقول: إن الذبابة تمتلك خاصية تحليل الطعام خارج جسمها، فالذبابة تمد فمها من أسفل رأسها لأخذ الطعام، مكونة بذلك أنبوبا لامتصاص الطعام، وتفرز إنزيما ليمكنها من تحليل الطعام وتحويله إلى مادة سائلة لمساعدتها على امتصاصه خلال الأنبوب.
وهذا يعني أنه لو فرض أخذ الذبابة واستخراج ما بباطنها أو فمها، فإنه لن يكون نفس ما أخذته، بل هو شيء آخر ومركبات أخرى متحللة.
وبهذا تظل الحقيقة القرآنية ناصعة دالة على إعجاز هذا القرآن، فما أخذه الذباب لا يمكن لأحد استنقاذه منه على نفس هيئته، بل متغيرا متحللا.
والله أعلم.