السؤال
من أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل يجوز تفضيل الصحابة بعضهم على بعض؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فأن أفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كما هو مفصل في الفتوى رقم: 17558. والصحابة كلهم رضي الله عنهم خصهم الله تعالى بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعمل لنصرة دين الله تعالى، وقد وصفهم الله تعالى بصفات رفيعة تدل على رفعة مكانتهم عنده تعالى، حيث قال: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما [الفتح:29]. وقال تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم [التوبة:100]. وقد دلت بعض الأحاديث على تفضيل بعض الصحابة على بعض، فأفضلهم الخلفاء الراشدون الأربعة، كما في الفتوى رقم: 34055. ثم باقي العشرة المشهود لهم بالجنة والذين ورد ذكرهم في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود، ثم من شهد بدرا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقهم: لعل الله أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. متفق عليه. فهذه الأحاديث تدل على تفضيل بعض الصحابة على بعض. والله أعلم.