المخلص يدعو إلى الله ولو أعرض الناس

0 76

السؤال

أعمل مدرسا في إحدى المدارس، وأنا من المحبين لنشر الخير بين زملائي، سواء كان هذا الخير علم تدريس، أو دين.
وقد جاءت إحدى لجان الوزارة للمدرسة، وشاهدت أعمالي من ناحية العلم، وقامت بإعطائي شهادة تقدير.
المشكلة الآن أنني عندما أذهب إلى زملائي لنشر العلم بينهم، أو حتى الدين، أشعر بنوع من الغيرة من أنني أخذت شهادة تقدير، وقد قيل لي هذا الكلام من أحدهم مباشرة، وأقابل بالصد منهم، وعدم قبول نشر العلم بينهم أو الدين. إما بسبب شعورهم بالغيرة مني، أو بسبب أنهم لم يكرموا مثلي، أو لأنهم يشعرون بإحساس عندهم لأنني أخذت شهادة تقدير، فأنا أفضل منهم؛ ولهذا فأنا أذهب إليهم لأعلمهم؛ لأنني أخذت شهادة تقدير، فأنا أفضل منهم. وهذا شعور قد يكون عندهم، ولكنه ليس عندي.
السؤال: أنا أظن في نفسي أن الله عز وجل جعلني محبا لنشر الخير، وصادق النية، ولا أزكي نفسي، وأريد أن أنشر الخير والعلم بينهم بحق وصدق، ولكن بسبب الغيرة والصد منهم، لا أجد استجابة منهم؛ فأريد أن أعرف:
1- هل أستمر معهم مع ما أراه وأسمعه من غيرة وصد، وعدم قبولهم لي؟
2- ما هي الأعمال التي ينبغي أن أفعلها حتى يستجيبوا لي؟
وجزاكم الله عز وجل خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالذي ننصحك به أن تداوم على نشر العلم النافع والنصح للناس، فلا ريب في فضل نشر العلم والحرص على نفع الناس، ففي سنن الترمذي عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
وفي المعجم الصغير للطبراني: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أحب الناس إلى الله، أنفعهم للناس..
وحتى يكون عملك مقبولا ونافعا للناس، فعليك أن تخلص النية لله تعالى، وتبتغي بعملك وجه الله وحده، وعليك أن تتحرى العلم الصحيح، وتستعمل الحكمة والرفق في إيصاله للناس، وراجع الفتوى: 13288
فإذا حققت هذه الأمور، فلا يضرك عدم استجابة الناس لك، فهذه أمرها إلى الله تعالى وحده، وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ [الشورى: 48]، وقال تعالى: ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. [البقرة: 272].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات