السؤال
حينما أكون حزينا أو غضبان، وأستيقظ لأصلي ركعات قبل الفجر، لا أستطيع أن أتدبر القرآن أو أذكار الصلاة، وينشغل فكري بما يضايقني رغم محاولتي التدبر، ولكن للأسف لا أستطيع التركيز.
فهل يحسب لي أجر التدبر، خاصة أن حالتي النفسية حينما تكون جيدة أتدبر، وأركز في الصلاة، كما أنني ألاحظ أن الشيطان يذكرني بما يضايقني في هذا الوقت؟
أفيدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -بارك الله فيك- أن الصلاة من أكبر دوافع الهم وكواشف الغم -بإذن الله- كما قال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة{البقرة:45}.
وصح من حديث حذيفة كما في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر، فزع إلى الصلاة.
فإذا أحزنك شيء أو ضايقك، فلتكن الصلاة بخشوعها وطمأنينتها، وما اشتملت عليه من التلاوة والمناجاة، هي مفزعك وملاذك الذي تلوذ به.
وبقدر ما يحصل لك من الخشوع والطمأنينة والتدبر، يعظم أجرك ويذهب عنك ما تجد من الحزن والضيق والغضب، ثم إنك إذا جاهدت نفسك على تحصيل الخشوع والتدبر، فإن الله يوفيك أجرك؛ لأنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
وإذا نزل بك مرض نفسي قاهر يحول بينك وبين التدبر، فلا يبعد في فضل الله وواسع جوده، أن يكتب لك أجر تدبرك إذ كنت صحيحا، كما في الصحيح من حديث أبي موسى رضي الله عنه: إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم.
وهذا إذا قهرت بمرض لا سبيل لك إلى دفعه، وأما مع القدرة على المدافعة، فليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها.
وبكل حال، فجاهد نفسك في إحسان الصلاة وتكميلها؛ فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، وبالمجاهدة ستصل إلى مرادك من الالتذاذ بالصلاة، ونسيان ما نزل بك من حزن وغيره، كما قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.
وكلما ذكرك الشيطان شيئا من أسباب حزنك، أو غضبك، فادفع ذلك عن نفسك مسترسلا في الفكرة فيما تتلوه، وتدبر ما تقرؤه، سائلا الله من فضله معلقا قلبك به وحده. والله يوفقنا وإياك لكل خير.
والله أعلم.