نسبة الولد إلى الله من أشنع الكفر

0 282

السؤال

هل يصح أن نقول كما يقول النصارى "إن المؤمنين أبناء الله والله هو الأب لهم"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما يقوله النصارى في حق الله تعالى من أشنع الكفر وأقبح الكلام، حيث نسبوا لله تعالى الولد وهو عيسى عليه السلام، والنصوص الشرعية تدل على تنزيه الله تعالى عن مشابهة جميع المخلوقين، فهو غني عن الولد والوالد وغير ذلك، ومن النصوص الدالة على هذا:
1- قوله تعالى: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا* أن دعوا للرحمن ولدا [مريم:91]. فالله تعالى أوضح فظاعة هذا الكلام الذي يكاد يترتب عليه خراب الكون نظرا لكونه في منتهى الشناعة والغرابة.

2- قوله تعالى: بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم [الأنعام:101].

3- قوله تعالى: قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفوا أحد.

4- وقال تعالى ردا على هذه الدعوى الشنيعة: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون [التوبة:30].

وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى، إنهم يجعلون له ندا، ويجعلون له ولدا، وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم.

وحاصل القول: إنه يجب تنزيه الله تعالى عن الوصف بالأبوة، سواء أريد بها المعنى الحقيقي أو المجازي، لأن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية، فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وينضاف إلى ذلك أن استعمال هذا اللفظ فيه مشابهة للكفرة الذين قالوا: "نحن أبناء الله وأحباؤه" والتشبه بهم غير جائز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة