كيفية توبة الحاسد من الحسد

0 56

السؤال

تمنيت لامرأة شرا، حسدا مني، وحصل لها ذلك، وأنا الآن نادمة، فكيف أرد لها حقها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالحسد ذنب كسائر الذنوب التي بين العبد وبين ربه، والتوبة منه تكون بالاستغفار، والندم على ما فعله من الحسد، وتمنيه الضرر للغير، وبعدم العودة إليه مستقبلا.

ولا تتوقف التوبة منه على التحلل من الشخص المحسود؛ إذا لم يترتب على الحسد ضرر، كإصابته بالعين، قال العز بن عبد السلام: الحسد بالقلب ذنب بين الحاسد وبين الرب تعالى، لا تقف صحة التوبة عنه على تحليل المحسود، وإبرائه، بخلاف آثار الحسد؛ فإنها أذية للمحسود، فلا تصح التوبة عنها إلا بالخروج عن عهدتها؛ لأن الضرر ليس بمجرد الحسد، وإنما هو بتعاطي آثاره. اهــ.

وبما أن الحسد كما قال العلماء: هو أصل الإصابة بالعين، فإن ترتب على حسدك لها إصابتها بعين، فإنه ينبغي لك أن تغتسلي لها، وتعطيها ماء اغتسالك لتغتسل هي به، على ما بيناه في الفتوى: 176127.

والمهم أن تغتسلي بالماء، ولو لم تعلم من أصابتها بالعين، فلا يلزم إخبارها بالعائن من هو، واجتهدي في إيصال الخير لها، ومن ذلك: الدعاء لها، ودلالتها على الرقية الشرعية من الحسد، والعين، وانظري لها الفتوى: 367042، ودلالتها على الأسباب الدافعة للحسد -بإذن الله تعالى-، وقد ذكرناها في الفتوى: 285256، كما نحيلك أيضا إلى الفتوى: 167181 عن الحاسد بين الإثم وعدمه.

والله تعالى أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة