أريد معرفة آيات أو أحاديث شريفة تبين موقف الإسلام من الضوضاء والتلوث.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالضوضاء في لغة العرب أصوات الناس وجلبتهم، وقيل الأصوات المختلطة والجلبة. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر رؤيته النار، أو أنه رأى فيها قوما إذا أتاهم لهبها ضوضوا. قال أبو عبيد: يعني ضجوا وصاحوا، فنسأل الله العافية. فإذا كان السائل يقصد هذا المعنى، فإن رفع الصوت فوق الحاجة والصياح أمر مذموم ولا شك، كما قال تعالى: واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير [لقمان: 19]. قال القرطبي رحمه الله عند تفسير هذه الآية "واغضض من صوتك": أي لا تتكلف رفع الصوت وخذ منه ما تحتاج إليه، فإن الجهر بأكثر من الحاجة تكلف يؤذي. اهـ. وقال أيضا: في الآية دليل على تعريف قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير، لأنها عالية. اهـ. وأما قول السائل: "والتلوث" فإن الحفاظ على البيئة من المهمات التي حث عليها الإسلام قبل ألف وأربعمائة سنة، أي قبل أن يدعو إلى الحفاظ عليها العالم المتحضر بزعمهم في هذا الزمان. وقد بينا في فتاوى سابقة بعض الأدلة التي تبين اهتمام الإسلام بالبيئة والحفاظ عليها ونهيه عن إفسادها، وهي برقم: 16689، و 26914 فنحيل السائل إليها. والله أعلم.