السؤال
أحد الأشخاص يأتي عند دفن الميت ويدعو له والحضور يؤمنون، فما الحكم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالدعاء للميت عند الفراغ من دفنه، مشروع؛ لحديث عثمان - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه، وقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت, فإنه الآن يسأل. رواه أحمد، وأبو داود.
ولكن لم يرد فيما نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، دعوا جماعة، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: وأما الدعاء بعد الدفن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعو والناس يؤمنون أبدا، ولكنه كان إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه، وقال: (استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل)، وعلى هذا؛ تقف عند القبر، وتقول: اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، ثلاث مرات، ثم تنصرف؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا، دعا ثلاثا. اهـ.
وقال أيضا: وأما دعاؤه للميت بعد الدفن، فقد كان إذا فرغ من دفنه، وقف عليه، وقال: "استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل". ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدعو بصوت مرتفع، يؤمن الناس عليه، ولا ريب أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كانت هذه الأمور المحدثة خيرا، لكان أسبق الناس إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه -رضي الله عنهم-... اهـ.
والله تعالى أعلم.