السكن مع من يستخفّ بأحكام الدِّين

0 58

السؤال

نحن سبعة طلاب، استأجرنا بيتا لنسكن فيه في فترات الدراسة، بدلا من السكن في السكن الداخلي؛ لصعوبة السكن فيه، وأحدهم أصبح شيوعيا، وأثناء إحدى المحادثات، كنت أتكلم عن الاستنساخ، وأنه محرم باجتهاد العلماء، فأبدى كراهيته للتحريم.
ومرة أثناء جمع الأوساخ، كان يريد رمي كتاب غير مفيد، لكن فيه: "عبد الله، عبد السلام"، وعندما ذهبت لأقطع الورقة التي فيها الاسمان، استخف بالأمر.
ومرة بدأ الكلام عن المثليين، وأن القوانين أصبحت تحميهم، وأحسست أنه يريد أن يهون الأمر على الناس؛ فرددت بحرمة ذلك، وأنه لواط، يرجم الفاعل والمفعول به، فقال: أنت تقول هذا في البيت، وبما أنكم تقولون: إن الإسلام رسالة عالمية، فاذهب إلى أمريكا، وأنكر، فرد عليه أحدهم بأن تغيير المنكر حسب القدرة، وذكر له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له: حفظوها لك أمس.
ومرة أثناء حديثي مع أحدهم عن بر الوالدين، قال له مستهزئا: أصبحت عالم دين!
فما حكم السكن معه في نفس المنزل؟ فإن كل ما حدث لم يكن في مناقشات مخطط لها مثلا، ولكن أثناء محادثات عادية، تأتي سيرة شيء ما، فيتكلم، فأنا مثلا أسكن في المطبخ، لكن أثناء الطبخ، أو أثناء الأكل، أو أثناء شراب الشاي، أو في أي وقت، إن جلسنا في أثناء الحديث، قد يستهزئ بشيء.
وإن كان الأمر لا يتكرر يوميا مثلا، وأن ما حصل يمكن عده، وقد لا يتجاوز ما ذكرته، ولكن لا يمكن الاحتراز من سماعه، فقد أسمعه غدا أو بعد غد، إن أتى الحديث على تناول ما هو من الدين في المعاملات، فهل علي الانتقال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا ينبغي للمسلم الحريص على دينه أن يساكن من حاله على ما ذكرت من الاستخفاف بأحكام الدين، واستنكار حرمة ما هو معلوم من الدين بالضرورة، والتهوين من شأن بعض المنكرات، فمساكنة هذا الصنف من الناس، ضررها عظيم، وفيها عدة محاذير:

منها: تكرار سماع المنكر حتى يؤلف، والتأثر بأصحاب تلك الشبهات، فالصاحب ساحب.

ومنها: تسلل شيء من تلك الشبهات إلى القلب، فتعلق به، وربما يصعب على من علقت بقلبه إزالتها.

ومنها: ضعف جانب الولاء والبراء في الله بالمخالطة، فإن أولئك الناس حقهم البغض في الله تعالى، لا المساكنة، والمؤاكلة، وانظر المزيد في الفتوى: 194759.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة