مدى صحة قتل أم المؤمنين عائشة لأحد الجان

0 128

السؤال

قرأت قصة في كتاب: "قالت عائشة" للمؤلف "صالح أحمد رضا"، وهي قصة غريبة بعض الشيء، أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قتلت مسلما من الجن بحديدة، كان هذا الجن يطلع عليها كثيرا، وقد بحثت في الشبكة عن مصادر هذه القصة، فما وجدت سوى أنها قد ذكرت في كتاب: "سير أعلام النبلاء" المجلد الثاني ص 196-197، فهل هذه القصة حقيقية أم مكذوبة؟ وهل المؤلف "صالح أحمد رضا" محل ثقة؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة - رضي الله عنها -: أنها قتلت جانا، فأتيت في منامها: والله، لقد قتلت مسلما. قالت: لو كان مسلما، لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. فقيل: أوكان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك؟ فأصبحت فزعة، فأمرت باثني عشر ألف درهم، فجعلتها في سبيل الله.

عفيف بن سالم: عن عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، قالت: كان جان يطلع على عائشة، فحرجت عليه مرة بعد مرة بعد مرة، فأبى إلا أن يظهر، فعدت عليه بحديدة، فقتلته، فأتيت في منامها، فقيل لها: أقتلت فلانا، وقد شهد بدرا، وكان لا يطلع عليك، لا حاسرا ولا متجردة، إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخذها ما تقدم وما تأخر؛ فذكرت ذلك لأبيها، فقال: تصدقي باثني عشر ألفا ديته. رواه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عفيف، وهو ثقة.

وابن المؤمل: فيه ضعف. والإسناد الأول أصح. اهـ.

وقد ضعف الرواية الثانية أيضا ابن حزم في المحلى، فقال بعد أن ذكرها: هذا لا شيء، عفيف بن سالم مجهول، لا يدرى من هو؟ وعبد الله بن المؤمل هو المكي: ضعيف، لا يحتج به. اهـ.

وأما الرواية الأولى، فقد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف، وصححها حمود التويجري في كتابه: الرؤيا، والدكتور سعد الشثري في تحقيقه للمصنف، وذكرها ابن حزم في المحلى، ولم يطعن في سندها.

والمراد بالجان هنا نوع من الحيات، جاء في القاموس: والجان: اسم جمع للجن، وحية أكحل العين لا تؤذي، كثيرة في الدور. اهـ.

أما بخصوص سؤالك الثاني، فليس من اختصاص الموقع تقييم الأشخاص، أو الحكم عليهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات