السؤال
بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع الإسلامي، الذي تقدمون فيه نصائح غالية، وتبذلون سعيكم لمعالجة مشاكل المجتمع. وفقكم الله، وأنار لكم طريق الخير.
أنا شاب بعمر 27 سنة، بفضل الله تخرجت من الجامعة بشهادة ماستر علوم سياسية، ووظفت حديثا. الموضوع الذي أريد طرحه يتمثل في الآتي:
منذ 3 سنوات تقريبا، تاقت نفسي للزواج، وكنت أدرس بالجامعة حينها، وأعمل براتب شهري قليل جدا. طلبت من إخوتي أن يقدموا لي مبلغا من المال؛ لأتزوج به على الأقل. ولم يكونوا ميسوري الحال كثيرا، لكنهم يستطيعون أن يقدموا لي هذا المبلغ، بحكم أن فيهم من جمع قدرا من المال من الوظيفة، وآخر من التجارة. ففيهم من أجابني: اصبر حتى أتزوج أنا وتتزوج معي، وآخر قال: الزواج سهل، وإذا رغبت سنزوجك، لكنه لم يوف بوعده.
بعدها بسنتين أي بعد حصولي على وظيفة بأشهر، بدأت رغبتي شديدة في الزواج، وشهوتي أصبحت قوية جدا، وأصبحت خائفا على نفسي من الضرر ومن الحرام، ومنحني الله هذه النعمة العظيمة لأسعى للزواج. وفعلا بدأت بالبحث عن زوجة صالحة، ولم يكن عندي المال، لكن قرأت آية قرآنية وحديثا عن إعانة الله للناكح الذي يريد العفاف؛ فزادت ثقتي بالله، واستخرت الله، ولحد كتابة هذه الأسطر لم أجد زوجة حسب مواصفات الدين والأخلاق والجمال.
وفي كل يوم تزداد شهوتي رغم غض البصر، واجتناب العادة السرية، وحتى الصوم لكن لم تخف، وبدأت الآلام في المنطقة فوق العضو الذكري، وشخصها لي الطبيب بأنها احتقان في البروستاتا بفعل الكبت الجنسي. أصبحت أعالج بالدواء، ولم يفدني الدواء كثيرا، وأكد لي أن الزواج يفيدني كثيرا، وقد ازدادت الآلام وأصبحت دائمة، واكتأبت كثيرا، ولم أعد أركز في عملي، ولا حياتي ولا اجتماعاتي؛ لأن هذه الشهوة لا بد أن تلبى وفقا للشرع وليست شيئا تؤجله، وهي كالطعام والشراب.
وبقيت سنة على هذه الحال، وكل يوم تزداد الآلام من المنطقة فوق العضو الذكري إلى أعلى البطن، وأصبحت خائفا كثيرا من هذه الحالة. وأخبرت العائلة بوضعي، وأنه يجب علي تعجيل الزواج لهذا الأمر الطبي، وقالوا لي إنهم سيساعدونني، ولحد الآن لا زلت أبحث عن زوجة صالحة.
أنا الآن نادم؛ لأني لم أعجل بالزواج قبل أن تزداد حالتي، لأني وجدت بنات أرشدوني إليهن، وبقيت مترددا لأني لم أرهن، وخجول في هذه المسألة، رغم أني لا أمتلك مالا كثيرا.
وقد أصبحت ألوم إخوتي كثيرا، وغاضب عليهم غضبا شديدا؛ لأنهم لم يقفوا معي منذ 3 سنوات لأتزوج، أو حتى قبل اشتداد الآلام، وأصبحت أدعو عليهم بالسوء، وأحيانا أقول: أرحل ولا أعود إليهم؛ لأنهم لا يدرون بالوضع الذي أنا فيه، ولا يهمهم أمري، حتى إنهم قد رزقهم الله بسيارتين، ومعظم الإخوة يسوقون سيارات بعضهم، وهم لا يقدمونها لي. بصراحة أرى أنهم ظلموني، ولم يهتموا بي، حتى إننا لا نتحاور إلا قليلا مع بعضنا. وأحيانا أقول: لماذا بعض المجتمع وليس كله لا يهتم لمسألة النكاح، كما يهتم للبطالة وللمأكل والمشرب، وها نحن نرى نتائج وخيمة من انحرافات وسلوكيات خاطئة ...
من فضلكم أريد إجابة شاملة ودقيقة لحالتي هذه، وأتمنى أن ترشدوني لحل عاجل، وبالنسبة للنصائح: غض البصر، الصوم، اجتناب المثيرات، عدم القيام بالعادة السرية... فكلها تقريبا بفضل الله أتجنبها، فلا تعيدوها لي.
وما عساني إلا أن أقول: جزاكم الله خيرا، ووفقكم لكل خير.