السؤال
هل يجوز قراءة أذكار الصباح أو المساء، وأنا مضطجع، أو على السرير، أم يجب أن أستقبل القبلة، وأرفع يدي، كالدعاء؟ فبعض هذه الأذكار كأنها دعاء، مثل: "اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري"، فهل أقولها وأنا رافع يدي كأني أدعو، أم يمكنني أن أقولها على أي حال كنت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك الإتيان بأذكار الصباح, والمساء, وأنت مضطجع على السرير, أو جالس, أو على أي حالة كنت، لكن الأفضل أن تقولها وأنت جالس مستقبل القبلة، كما هو الحال بالنسبة للأذكار عموما، جاء في كتاب الأذكار للإمام النووي -رحمه الله تعالى-: ينبغي أن يكون الذاكر على أكمل الصفات، فإن كان جالسا في موضع، استقبل القبلة، وجلس متذللا، متخشعا بسكينة، ووقار، مطرقا رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال، جاز، ولا كراهة في حقه، لكن إن كان بغير عذر، كان تاركا للأفضل. والدليل على عدم الكراهة قول الله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض) [آل عمران:190-191] انتهى.
أما رفع اليدين أثناء تلك الأذكار، فلم نقف على من قال بمشروعيته، فضلا عن وجوبه، باستثناء الأذكار المشتملة على الدعاء، مثل: اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري. ونحوها، فإن رفع اليدين فيها سنة، كبقية المواضع التي يسن فيها رفع اليدين عند الدعاء، وراجع الفتوى: 130538 وهي بعنوان: "أحوال رفع اليدين في الدعاء".
والله أعلم.