السؤال
أنا مخطوبة بعقد زواج دون دخول، وفي بداية الخطبة كان خطيبي يعاملني بمعروف، وبمودة، ولكنه بدأ بالتغير علي فجأة، فقد مر شهر ولم أره، ومنزله يبعد عن منزلنا ربع ساعة لا أكثر، ويحادثني على الهاتف كل عشرة أيام، ويرسل لي رسائل على الواتساب، وحين أعاتبه، يقول لي: انتظري حتى يأتي دورك، وحين أقول له: بماذا أنت مشغول؟ يقول لي: أتحدث مع صديقتي، تريد مني أن أصالحها مع حبيبها، ويتحكم بحياتي بشكل كبير، يريد مني أن أحذف صديقاتي من الفيس بوك، ويخبرني أن له أخا يطلب من زوجته أن تحذف مواقع التواصل الاجتماعي، وحين أبت كسر هاتفها، ويخبرني أن علي ترك عملي، وأخبرته أنني موافقة على ذلك حين نتزوج وأسكن في بيته، وأشعر أنه يضيق علي لأخسر حقوقي، وأطلب فسخ العقد، فهل يحق لي فسخ العقد؛ لأنه يلحق بي الضرر؟ وهل آخذ حقوقي أم أخسرها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأمور المذكورة في السؤال ليست مسوغة لفسخ النكاح، أو التطليق للضرر، وراجعي أسباب فسخ النكاح في الفتوى: 127031.
وفي حال وقوع الفسخ قبل الدخول؛ بسبب من جهة الزوجة؛ فليس لها شيء من المهر، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وكل فرقة جاءت من المرأة قبل الدخول، كإسلامها، أو ارتدادها، أو رضاعها، أو فسخ لعيبها، أو فسخ لعيبه، أو إعساره، أو أعتقها، يسقط به مهرها. اهـ.
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتنصحيه بتقوى الله، وحسن الخلق، والوقوف عند حدوده، والبعد عن مصادقة الأجنبيات.
وإذا لم يفد ذلك، فوسطي بعض العقلاء من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين؛ ليكلموه في ذلك.
فإن لم يفد ذلك، ورأيت أنك لا ترضينه زوجا، فلك أن تخالعيه على أن تسقطي حقك من المهر، أو بعضه، وراجعي الفتوى: 102873.
وأما إذا دخل بك، وظهر منه إضرار بك، أو امتنع من الدخول، وتركك معلقة، ففي هذه الحال؛ ترفعي أمرك إلى القضاء؛ ليحكم بالتفريق للضرر.
والله أعلم.