السؤال
ما حكم شخص يتم إيقاظه للصلاة، فيقوم ثم يعود للنوم، ويتم إيقاظه مرة أخرى، فيقوم ثم يعود للنوم، علما بأنه بعمله هذا يضيع صلاة الجماعة مع قرب المسجد، ولا يتخذ الأسباب التي تعينه على القيام للصلاة.
فما حكمه؟
وهل يدخل في صفة المنافقين، الذين لا يقومون للصلاة إلا وهم كسالى؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يجوز لمن استيقظ بعد دخول الوقت أن يعود للنوم، إن علم، أو غلب على ظنه، أنه لن يقوم إلا بعد خروج وقتها؛ لما في عودته إلى النوم من تضييع الصلاة عن وقتها المحدد له شرعا.
وكذا لا ينبغي له أن ينام بحيث تفوته صلاة الجماعة في المسجد، ولو علم أنه سيصلي في الوقت في بيته؛ لما في ذلك من تفويت أجر الجماعة، ولأن كثيرا من أهل العلم أوجبها في المسجد، ولا شك أن المداومة على تفويت الصلاة والتخلف عن الجماعة بغير عذر، كان من صفات المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. رواه مسلم. وليس معنى هذا أن كل متخلف عن الجماعة منافق، بل المعنى أن النفاق كان سببا للتخلف عن الجماعة.
قال ملا القاري في مرقاة المفاتيح: قال ابن الهمام: يعني أن وصف النفاق يتسبب عن التخلف، لا إخبار أن الواقع أن التخلف لا يقع إلا من منافق، فإن الإنسان قد يتخلف كسلا مع صحة الإسلام، ويقين التوحيد، وعدم النفاق، وحديث ابن مسعود إنما يفيد أن الواقع إذ ذاك أن لا يقع التخلف إلا من منافق .. اهــ.
وبهذه المناسبة نوصي إخواننا الغيورين على دينهم ودين إخوانهم المسلمين، بأن يحرصوا على نصيحة المقصرين بالرفق والحكمة، لا على الحكم عليهم بالنفاق أو الفجور، كما نوصي المقصرين بتقوى الله تعالى، والخوف من الوقوع في شيء من صفات المنافقين.
وانظر أخيرا الفتوى: 327604 عمن استيقظ للصلاة وتأخر على فراشه حتى خرج وقتها، والفتوى: 231631 عن النوم عن الصلاة بين التفريط وعدمه، ومثلها الفتويين: 142475 // 239710.
والله تعالى أعلم.