السؤال
تحاورت مع أحد المسيحيين فقال لي إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل شعره مثل النساء ويكتحل مثل النساء (أستغفر الله العظيم) وكان يرتدي ملابس النساء، كما جاء في صحيح مسلم في فضائل الصحابة باب فضل عثمان بن عفان الحديث الثاني من الباب وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتدي مرط عائشة فأرجو الرد على ذلك. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم وفقنا الله وإياك لطاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن الحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه الشرع، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم فما ثبت أنه من هديه وسنته، فهو المستحب والمستحسن للمسلم أن يفعله، ولا ضير في أن يشترك النساء والرجال في بعض الخصال، بل المسائل التي يشترك الرجال والنساء في فعلها أكثر من أن تحصى، وقد صح أن إطالة الشعر والاكتحال من سنته صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم في "زادا المعاد" في هديه صلى الله عليه وسلم في الفطرة وتوابعها: وكان شعره فوق الجمة ودون الوفرة، وكانت جمته تضرب شحمة أذنه وإذا طال جعله غدائر أربعا.
وفي الاكتحال أخرج الترمذي من حديث ابن عباس قال: كانت له صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل بها كل ليلة، ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه. وقال صلى الله عليه وسلم: اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر.
وقد كان من عادة العرب إطالة الشعر والاكتحال، بل إطالة الرجال شعورهم كان عادة لكثير من الأمم والشعوب.
وأما عن لبسه مرط عائشة ، فقد صح ذلك، وهو في صحيح مسلم كما ذكرت وفي غيره، وذكر النووي أنه كان كساء من صوف، ولا حرج في الاتزار بإزار يستعمله أهله أو الالتحاف بلحاف هو لهم، إذ الممنوع هو لبس ما تختص به المرأة من درع أو خمار ونحو ذلك، وأما الأقمشة والأكسية غير المختصة بهن كالإزار والرداء واللحاف ونحو ذلك، فلا حرج في استعمالها على الرجل .
وعلى المسلم أن يعتز بمحاسن دينه ولا يضعف أمام تشويهات الحاقدين من أعداء الإسلام، وأن يعرف حقيقة دينه ليتسلح للرد عليهم.
والله أعلم.