السؤال
أحب صديقتي في الله، وأسعى دائما إلى التحدث معها بالتي هي أحسن، ونصحها، وإعانتها على أمور الدين والدنيا، وهي ترتكب الكبائر دائما، وتتوب، وأعينها على توبتها، وأشجعها، فهل استمراري في حبي لها، مع علمي بالكبائر التي تفعلها، فيه إثم علي؟ مع التنويه أنها تحاول دائما التقرب إلى الله، وتنجح أحيانا، وتغلبها نفسها الأمارة بالسوء أحيانا أخرى، وهل حبي لها دليل على فساد قلبي؟ لكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك -إن شاء الله- في محبة صديقتك، ولو كانت تقع في المعاصي، وليست هذه المحبة دليلا على فساد قلبك، ما دام الباعث على تلك المحبة ما تعلمينه عن صديقتك من الخير، والصلاح، والحرص على طاعة الله تعالى، مع بغض ما هي عليه من المعاصي، فلا مانع من اجتماع الحب والبغض للشخص الواحد، الذي يجمع بين الطاعة والمعصية، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- : الحب في الله: أن تحب من أجل الله جل وعلا؛ لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان، فتحبه في الله، وتبغضه في الله؛ لأنك رأيته كافرا عاصيا لله، فتبغضه في الله، أو عاصيا، وإن كان مسلما، فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا، يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعا لهذا وهذا، وإذا كان الرجل فيه خير وشر؛ كالمسلم العاصي، أحبه من أجل إسلامه، وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي، ويكون فيه الأمران، الشعبتان: شعبة الحب والبغض. أهل الإيمان والاستقامة، يحبهم حبا كاملا، وأهل الكفر، يبغضهم بغضا كاملا، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي، يحبه على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام، ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات. انتهى من فتاوى نور على الدرب لابن باز.
لكن يتعين عليك الابتعاد عن صديقتك، إذا خشيت من صحبتها ضررا على دينك، وكذلك إذا تعين هجرها طريقا لردعها عن المعصية، ورجوعها إلى الطاعة. وراجعي الفتوى: 134761.
والله أعلم.