السؤال
دائما نقول إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الشرك قبل النبوة، ولكن لم أجد على هذا القول دليلا، بل وجدت أدلة تخالف ذلك. فقد قال الله عن إبراهيم: فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين.
قال ابن عباس أنه رأى كوكبا فعبده حتى غاب، فلما غاب قال: لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي، فعبده حتى غاب، فلما غاب قال: لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. والآية تنص على أنه يبحث عن الإله الحق. ثم تبين له أن الكواكب غير صالحة للألوهية. ولو كان يناظر قومه، لقال الله: فلما جن عليه الليل رءا قومه يعبدون كوكبا، فقال لقومه: هذا ربي مثلا. وأيضا آدم قال الله فيه: هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما. كما هو واضح في الآية حينما جاء إبليس إلى حواء أمرها أن تسمي ابنها عبد الحارث. ونبينا صلى الله عليه و سلم لم يكن يعلم باليوم الآخر والجنة والنار، والوحي وعقيدة الولاء والبراء قبل مبعثه. ومعلوم أن هذه من أصول الدين التي لا يكون الإنسان مسلما إلا بها. وكيف يعلمها وقد تربى في بيئة وثنية! ولو كان يعلمها لم لم ينذر قومه قبل ذلك؟ ولو كان يعلمها لم قال الله: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان. ووجدك ضالا فهدى. ولم يقل: ووجدك مهتديا فزادك هدى.
ثم بالله بعد هذه الأدلة، أليس من يقول إن الأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة، مكذبا للقرآن؟