حكم إتيان من يستعينون بالجن في إبطال السحر

0 23

السؤال

أنا متزوجة من عائلة ناس طيبين، وبسيطين، ويحبون الخير للكل. لكنهم مؤخرا يدعون أن لديهم "شيوخا" على فهمي "جني مسلم" وأن هذا الشيخ يخبرهم إن كان هناك شخص يريد الشر، أو قد عمل عملا ليضرهم، ويعرفون المكان الذي تم وضع العمل فيه. هل هذا ممكن؟ أجد صعوبة في التصديق!
وعندما يصاب أحد بالسحر، يجلبون شخصا يدعي بأنه معالج، ويمكن إخراج السحر أو ما يقال إنه جن كافر. ولكن طريقته غريبة جدا؛ فيقوم في البداية باستنشاق البخور، وبصوت خافت كأنه ينادي. ومن ثم كأنه يتحول إلى أسد، ويقوم بالعض على الشخص المسحور في مكان الإصابة! وهذا برأيي غريب جدا جدا. للأسف رأيته وهو يفعل هذا الشيء لابنتي، وعمرها سنة ونصف! وهي أصلا لا تعاني من شيء ولكن "الشيوخ" يقولون إن هناك أحدا من أهلي قام بسحرها! وبعد العض يتم استخراج السحر.
هذا واضح أنه حرام، لكن لا أعرف ماذا أصاب زوجي وأهله بتصديق هذه الأشياء. وهم ناس مصلون ويقرؤون القرآن ومحتشمون.
كيف يمكن أن أقنعهم بأن الذي يفعلونه حرام؟ وكيف يتخلون عن هؤلاء الشيوخ الذين غرسوا في عقولهم هذا، ويصدقونهم في كل ما يخبرونهم به؟
خائفة على ابنتي من أن تتربى على هذه البيئة.
أرجو الحصول على الإجابة في أقرب وقت، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فأما من حيث الإمكان: فما ذكرته ممكن، فكثير من المشعوذين والدجالين يستعينون بالجن في قضاء حوائجهم، ولكن لا يجوز مثل هذا للمسلم بحال. قال تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا {الجن:6}، وقال تعالى: ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم {الأنعام:128}.

 فدل هذا بوضوح على حرمة استمتاع الإنسي بالجني، وأن من تعاطى هذا، فهو متوعد بالنار عياذا بالله.

قال البهوتي في شرح الإقناع: (وأما الذي يعزم على الجن، ويزعم أنه يجمعها، فتطيعه، فلا يكفر) بذلك (ولا يقتل) به؛ لأنه ليس في معنى المنصوص على قتله بالسحر (ويعزر تعزيرا بليغا دون القتل) لارتكابه معصية عظيمة (وكذا الكاهن والعراف، والكاهن الذي له رئي من الجن يأتيه بأخبار والعراف الذي يحدس ويتخرص كالمنجم) وهو الذي ينظر في النجوم يستدل بها على الحوادث. انتهى.

فإذا علمت هذا، فعليك أن تبيني ما ذكرناه لزوجك وقرابته، ولعلهم يجهلون الحكم. فإذا بين لهم رجعوا عن ذلك، وأعلميهم أن النافع الضار هو الله وحده، وأن التوكل عليه سبحانه أعظم عاصم مما يخاف، وأعظم جالب لما يرجى.

واجتنبي أنت لزاما مثل هذه الممارسات، ولا تتعاطي شيئا منها، ولا تمكني أحدا من فعل ذلك معك أو مع أحد من أولادك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة