السؤال
بعد كل مرة أستخير الله فيها، وأقدم فيها على الزواج، لا أقبل. هل السبب في ذلك الاحتيال، يعني أنني أشاهد الأمور المحرمة، ولكن لا أزني أبدا؛ لعلمي أنني سوف أصاب بمرض جنسي عقوبة من الله تعالى، مع أنني أريد الزواج بالحلال، ومصر على مشاهدة المحرم.
فهل يعتبر ذلك احتيالا يعاقبني الله عليه بعدم توفيقي للزواج، أم إن عكس الآية متضمن لذلك: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله.
فمفهوم الآية أن من يستعفف يغنه وييسر له الزواج، وعكس الآية أن من لم يستعفف، فإن الله لا ييسر له الزواج، وهو ما يحدث معي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا المبادرة إلى التوبة من المعاصي، فالتوبة واجبة على الفور، والمسلم لا يدري متى يموت، وقد تكون المعصية التي لم يتب منها سببا في موته على سوء الخاتمة.
ولمعرفة شروط التوبة، راجع الفتوى: 5450، والفتوى: 29785.
ثانيا: المعاصي قد تكون سببا في العقوبة من الله، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، وفي الأثر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: إن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق. انتهى.
ولكن لا يلزم أن تكون الذنوب سببا للعقوبات، وحقيقة الاستخارة أنك تفوض أمرك إلى الله -عز وجل- ليختار ما هو خير لك، وما يكون بعد الاستخارة هو المرجو أن يكون فيه الخير لك، سواء بالتوفيق للشيء، أو عدم التوفيق، فالله -عز وجل- أعلم بعواقب الأمور، وراجع للمزيد الفتوى: 123457.
فاستمر في أمر الزواج، وأكثر من الدعاء أن ييسر الله أمرك، واستخر فيمن تريد خطبتها والزواج منها، ولا تيأس من تكرار الاستخارة.
ثالثا: قد أحسنت بحذرك من الوقوع في الزنا، ولكن فليكن ذلك ابتغاء مرضاة الله -عز وجل-، وليس لمجرد الخوف من العقوبة.
رابعا: آية سورة النور ليست على المعنى الذي فهمته من الشرطية ومفهوم المخالفة، ولكنها تضمنت أمر العاجز عن الزواج بالصبر، وكف النفس عن الحرام إلى أن ييسر الله أمره، فيكون قادرا على مؤنة الزواج فيتزوج.
وراجع تفصيل معناها في الفتوى: 109084.
والله أعلم.