السؤال
سؤالي هو: لماذا استضعف السود في الأرض حاليا، مثلما استضعف بنو إسرائيل سابقا كالعبودية والفقر، والمجاعات والحروب؟
هل هناك سبب ديني تاريخي، هل أفسدوا في الأرض سابقا؟
أرجو الإفادة، وشكرا.
سؤالي هو: لماذا استضعف السود في الأرض حاليا، مثلما استضعف بنو إسرائيل سابقا كالعبودية والفقر، والمجاعات والحروب؟
هل هناك سبب ديني تاريخي، هل أفسدوا في الأرض سابقا؟
أرجو الإفادة، وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نسلم أن كل السود جميعا مستضعفون، وإن كان هذا حاصل فيهم. وعلى أية حال، فلا نعلم سببا دينيا أو تاريخيا ثابتا في مثل هذا ..
وما يؤثر عن اليهود، وما يذكر في كتب التاريخ في أصل ذلك: لا تثبت صحته. ومن ذلك ما رواه ابن جرير الطبري في تاريخه عن ابن إسحاق قال: ويزعم أهل التوراة أن ذلك لم يكن إلا عن دعوة دعاها نوح على ابنه حام، وذلك أن نوحا نام فانكشف عن عورته، فرآها حام فلم يغطها، ورآها سام ويافث فألقيا عليها ثوبا فواريا عورته، فلما هب من نومته علم ما صنع حام وسام ويافث، فقال: ملعون كنعان بن حام، عبيدا يكونون لإخوته، وقال: يبارك الله ربي في سام، ويكون حام عبد أخويه، ويقرض الله يافث، ويحل في مساكن حام، ويكون كنعان عبدا لهم ... وقال غير ابن إسحاق: إن نوحا دعا لسام بأن يكون الأنبياء والرسل من ولده، ودعا ليافث بأن يكون الملوك من ولده، وبدأ بالدعاء ليافث وقدمه في ذلك على سام، ودعا على حام بأن يتغير لونه، ويكون ولده عبيدا لولد سام ويافث. اهـ.
وهذا ضعفه ابن الجوزي في كتابه (تنوير الغبش في فضل السودان والحبش) فقال: فأما ما يروى أن نوحا انكشفت عورته فلم يغطها فاسود، فشيء لا يثبت ولا يصح. اهـ.
وأورده محمد بن طاهر البرزنجي في (ضعيف تاريخ الطبري).
وقد قال ابن الجوزي قبل ذلك: الظاهر في الألوان أنها خلقت على ما هي عليه، بلا سبب ظاهر. اهـ.
ونقل ذلك عنه السيوطي في كتابه (رفع شان الحبشان) وقال: ويؤيد ذلك ما أخبرتني به أم الفضل بنت محمد قراءة -أسند حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا- : إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك السهل والحزن، والخبيث والطيب. وقال: هذا حديث صحيح، أخرجه الحاكم في "المستدرك" وهو المعتمد عليه في سبب ألوانهم، وهو الرجوع إلى الطينة التي خلقوا منها. اهـ.
وحديث أبي موسى هذا: رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن سعد وأبو نعيم والبيهقي وغيرهم، وصححه الألباني.
وقد روي غير ذلك في سبب دعاء نوح على ابنه حام، كما ذكره في (أزهار العروش في أخبار الحبوش) والدياربكري في (تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس) ولا يصح شيء من ذلك. ولو صح فهو من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب.
والله أعلم.