السؤال
كنت على علاقة غير شرعية مع فتاة أجنبية لمدة ست سنوات، وكنت أريد الزواج بها منذ البداية، واتفقنا أن نتزوج، ووعدنا بعضنا بالزواج، وخلوت بها مرات ومرات، وزنيت بها، وأنا الآن نادم على ما فعلت، وفي العام السادس كرهت الفتاة من العلاقة التي كانت بيننا، فذهبت بحجة أنني إنسان متشدد في الدين، وغيور جدا، وأصبحت في حالة نفسية صعبة، وبعدها تحسنت -والحمد لله-، فهل يجوز لي الدعاء عليها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا التوبة إلى الله تعالى مما أقدمت عليه من العلاقة المحرمة مع هذه الفتاة التي نتج عنها الوقوع في الفاحشة، والواجب عليك الحذر من الوقوع في مثل ذلك في المستقبل، وراجع الفتوى: 1602.
ولا يشرع لك أن تدعو عليها؛ لأنها إن كانت مسلمة، فالدعاء على المسلم المعين بسبب الوقوع في المعاصي، لا يجوز؛ لنهيه -صلى الله عليه وسلم- عن الدعاء على الرجل الذي شرب الخمر، كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل قد شرب، قال: اضربوه، قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان. وفي رواية لأبي داود، وصححها الشيخ الألباني قال -صلى الله عليه وسلم-: ..ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.
وإن كانت كافرة، فلا يدعى على الكافر المعين أيضا؛ لأنه لا يعلم ما يختم الله له به، فلربما قذف الله الهداية في قلبه، وختم له بالسعادة، قال ابن العربي المالكي في أحكام القرآن: المسألة الثانية: دعا نوح على الكافرين أجمعين, ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على من تحزب على المؤمنين, وألب عليهم, وكان هذا أصلا في الدعاء على الكفار في الجملة, فأما كافر معين لم تعلم خاتمته، فلا يدعى عليه; لأن مآله عندنا مجهول. انتهى.
والله أعلم.