السؤال
كنت أعراف أضرار مشروب (الكودرد)، وسمعت قصة من قبل أن بنتا أصيبت بالسرطان، وقد يكون المشروب هذا هو السبب، وأصابني أيضا مرض السرطان، فإذا -لا قدر الله -مت بسبب هذا المرض، فهل ذلك انتحار؟ لأني كنت أعرف مسبقا أن هذا المشروب مضر، وأعرف أنه كان من الممكن أن يسبب لي هذا المرض. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرزقك الشفاء، وأن يرفع عنك البلاء والداء.
وننصحك بصرف ذهنك عن التفكير في هذه الخواطر؛ لأنه لا فائدة من ورائها.
وعليك أن تشغلي بالك بتحقيق الصبر، والرضى، والاستعانة بالله على كشف ما بك.
وأما حكم مشروبات الطاقة: فهي ليست محرمة من حيث الأصل، جاء في رسالة: (النوازل في الأشربة) -وهي رسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود- للباحث: زين العابدين الإدريسي الشنقيطي:
- تسمية مشروبات الطاقة بهذا الاسم، فيه تغرير بالمستهلك؛ لأن هذه المشروبات لا تزود الجسم بطاقة أكثر من السعرات الموجودة في أي مشروب غازي آخر، بل أي محلول سكري.
- أن الكم المتداخل من المنبهات، والمنشطات، الناتج عن المواد المضافة إلى مشروبات الطاقة، مثل: مادة (الكافيين، والتورين، والجورانا)، والذي يوضع في عبوة سعتها (250) مللترا، إذا استمر الإنسان على تناوله في اليوم أكثر من مرة، قد يعطي للجسم نشاطا لا يستمر أكثر من ساعات معدودة، ثم يدفع الجسم ثمن ذلك النشاط بإرهاق حقيقي للجهاز العصبي.
- أن مشروبات الطاقة لا تشتمل على مواد محرمة بالأصالة، كالمواد المسكرة، أو المخدرة، أو الميتة، أو الخنزير، ونحو ذلك، وإنما تشتمل على مواد منبهة، ومنشطة للجسم.
وعليه؛ فهي داخلة في المواد المباحة.
والأضرار التي قد تسببها مشروبات الطاقة، ليست ناتجة عن هذه المشروبات في حد ذاتها، بقدر ما هي ناتجة عن إساءة استخدامها؛ ولذلك فإن الإنسان الطبيعي المعتدل الصحة إذا استخدمها بتوسط، واعتدال؛ فإنه يستفيد من منافعها، وينجو من مضارها. اهـ.
واعلمي أنه ليس كل ما يشاع عنه أنه مضر، حرم تناوله، وإنما الذي يحرم تناوله هو ما ثبت عند المختصين ثبوتا ظاهرا أنه مضرر ضررا بينا، لا يحتمله الإنسان عادة، كما سبق بيانه في الفتويين: 187155، 118201.
ولو فرض أن أحدا مات جراء تناوله طعاما ضارا، لا يعد منتحرا -ما دام لم يقصد قتل نفسه بذلك-، كما سبق في الفتوى: 163985.
والله أعلم.