السؤال
هل الوسواس القهري ابتلاء من الله، أم هو من شر نفسي، والإنسان مخير فيه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالوسواس من جملة الأمراض التي تصيب الإنسان بتقدير الله، وإرادته، وله في ذلك حكم بالغة سبحانه، فقد يكون من تلك الحكم ابتلاء هذا العبد، وأن يعلم الله تعالى منه الصبر، والجد في الأخذ بالأسباب، ومدافعة هذا الوسواس؛ فيؤجر على ذلك.
وقد يكون هذا البلاء عقوبة على ذنب، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم {الشورى:30}.
وأيا ما كان سبب الوسواس، فالمتعين على المصاب به أن يستغفر الله تعالى، ويتوب إليه من ذنوبه، وأن يأخذ بأسباب التعافي من هذا الداء العضال؛ وذلك بتجاهل الوساوس، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وعدم المبالاة بها؛ حتى يذهبها الله عنه بمنه، وكرمه.
ومراجعة الأطباء النفسيين الثقات مفيدة، ونافعة في هذا الباب، وفيها امتثال لوصية النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بالتداوي -نسأل الله العافية للمبتلين من المسلمين-.
والله أعلم.