السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا رجل متزوج، ولدي أطفال. وأميل إلى الجنس المثالي منذ صغري، ولا أحب معاشرة النساء. وهذا يجعلني في اكتئاب نفسي: أترك الصلاة أحيانا، ولا أقرأ القرآن.
ما هو الحل للتخلص من هذه الحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا رجل متزوج، ولدي أطفال. وأميل إلى الجنس المثالي منذ صغري، ولا أحب معاشرة النساء. وهذا يجعلني في اكتئاب نفسي: أترك الصلاة أحيانا، ولا أقرأ القرآن.
ما هو الحل للتخلص من هذه الحالة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنالك جملة أمور يمكن أن تعينك على التخلص من هذا الشعور السيء، والشذوذ الجنسي بالميل للرجال، وعدم الرغبة في النساء، ومن أهمها:
أولا: الالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء، وسؤاله العافية من كل بلاء، فإن سألته بصدق أعانك، فهو القائل: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة:186}.
وراجع الفتوى: 221788، والفتوى: 119608.
ثانيا: صدق العزيمة، والرغبة الخالصة في العلاج، فقد قال تعالى: طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم {محمد:21}.
وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة.... الحديث.
ثالثا: الاجتهاد في مدافعة الخواطر الشيطانية التي تنتاب القلب بحيث لا تجعلها تستقر فيه، وتكون ماقتا نفسك عليها وساخطا؛ لأن الشيطان قد يتعاهد مثل هذا الشعور، فيرعاه ليتطور إلى الوقوع في جريمة اللواط، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}.
قال ابن القيم وهو يتكلم عن جهاد الشيطان: وأما جهاد الشيطان، فمرتبتان: إحداهما: جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 12928.
الثانية: جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات، فالجهاد الأول يكون بعده اليقين، والثاني يكون بعده الصبر. قال تعالى: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون {السجدة : 24}. فأخبر أن إمامة الدين، إنما تنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهوات والإرادات الفاسدة، واليقين يدفع الشكوك والشبهات. اهـ.
رابعا: استحضار ما كان من قوم لوط من سوء الفعال وقبيح الخصال، ومنكر الفواحش، وكيف أن ذلك كان سببا لهلاكهم وخسرانهم دنياهم وأخراهم، فيكون ذلك عظة وعبرة، قال تعالى: وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون {الصافات:138}، وقد رتب الله على جريمة اللواط عقوبة شديدة في الدنيا، وهي قتل الفاعل والمفعول به، وانظر الفتوى: 1869.
خامسا: اجتنب كل المؤثرات التي تدفعك إلى مثل هذا الشعور والاطمئنان لهذا الحال، ومن ذلك الصحبة السيئة، واحرص على الصحبة الصالحة. وراجع الفتويين: 10800، 1208.
سادسا: استشعار كون هذه الزوجة نعمة رزقك الله إياها، ومن شأن النعم أن تشكر، ومن شكرك لنعمة الزوجة أن تحقق بها مقاصد الشرع، ومن أهمها أن تعف نفسك وتعف زوجتك.
سابعا: الحرص على المحافظة على الصلاة؛ فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والاجتهاد في الذكر وتلاوة القرآن، ولزوم التوبة والاستغفار ليستنير القلب، وتأنس النفس وتزول الوحشة، وتتعافى من الاكتئاب.
يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق. اهـ.
سلمك الله من كل سوء وبلاء، ووفقك لسلوك سبيل المرسلين والأنبياء، والاقتداء بهم للدخول في زمرة الصالحين والأولياء.
والله أعلم.