من محاسن الزوجة إظهار المودة لأهل زوجها والتجاوز عن الهفوات

0 23

السؤال

أنا زوجة لرجل له أختان أكبر منه، وللأسف شخصيته ضعيفة أمامهما، ووالده متوفى.
أريد أن أعرف ما هو الحل مع الزوج الذي لا يساند زوجته، ولا يأخذ لها حقها عندما يحدث موقف من أحد أفراد عائلته: زوج خالته، خالته، والدته وآخرها أخته.
مع آخر موقف مع أخت الزوج، طلبت منها عدم الصراخ على ابني؛ فلم يعجبها أن أقول لها ذلك، وكنا عند حماتي، وهي متزوجة وتسكن مع حماتي.
بعدها دعت الناس على الأكل باستثنائي. وقبل أن ننزل من عند حماتي، سلمت عليها لأجل خاطر زوجي؛ لأني كنت قد تكلمت معه، وقال لي إنه سيتصرف.
لكن للأسف لم يقم بأي شيء، وأصبح يذهب في كل مناسبات عائلته حتى عند أخته الثانية، ويقول لي: لن آخذك؛ لأنك تحدثين مشاكل.
في الأسبوع الماضي كان عيد ميلاد أخته، وطبعا لم أذهب معه، جاءت بنتي وكأن شخصا حرضها علي، وعمتها قالت: لا داعي لذلك الموضوع الذي يجلب الغم.
أنا متضايقة جدا منه، ومن سلبيته. إنه لا ينحاز للحق، أتمنى أن يعرف كلام أخته علي، لكن للأسف لم يكن جالسا هناك، حسب كلام بنتي.
كيف أتصرف معه؟
بعد موضوع أخته طلب مني عدم مقابلة عائلته، هو غير منتبه إلى أنه ستكون هناك عواقب لذلك. أول يوم من رمضان، و الأعياد، المناسبات، هل سيكون معي أو معهم؟
وفي خطوبة بنت أخته الثانية. ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالذي نراه أن الأمر أهون مما تصورين، فما دام زوجك قد أعفاك من زيارة أهله ولقائهم، تفاديا لحدوث مشكل بينك وبينهم، فلا إشكال حينئذ.
لكن الذي ننصح به هو السعي للإصلاح بينك وبين أهله، كما ننصحك بالتجاوز عن هفواتهم، فمن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
واعلمي أن العفو عن المسيء والتجاوز عن المخطئ، خلق كريم يحبه الله، ويثيب عليه أعظم الجزاء، ويزيد صاحبه عزا وكرامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.
كما أن مقابلة السيئة بالحسنة، والمبادرة بالكلام الطيب -ولو كان تكلفا- مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (فصلت: 34)الغزالي -رحمه الله- في الإحياء: بل المجاملة تكلفا كانت أو طبعا، تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلل مرغوبها وتعود القلوب التآلف والتحاب. وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض. انتهى.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات