السؤال
ما صحة حديث: من حلف فصدقوه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم حديثا مسندا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- باللفظ المذكور، ولم نظفر به فيما بين أيدينا من كتب الأحاديث؛ إلا أنه ذكره بعض الكتاب في كتبهم من غير عزو لمصدر.
وقد جاء الأمر بتصديق الحالف فيما أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا يحلف بأبيه فقال: لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض بالله فليس من الله. وقد صححه الألباني.
قال في حاشية السندي: (فليس من الله) أي من قربه في شيء، والحاصل أن أهل القرب يصدقون الحالف فيما حلف عليه تعظيما لله، ومن لا يصدقه مع إمكان التصديق فليس منهم. اهــ
وكذا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر من حق المسلم على المسلم "إبرار المقسم" كما في البخاري وغيره، وفسر بعض العلماء هذا الإبرار بتصديق المقسم فيما أخبر به، قال صاحب المفاتيح في شرح المصابيح: ويحتمل أن يكون معنى (إبرار المقسم): تصديقه، مثل أن يقول أحد: والله فعلت كذا، أو ما فعلت كذا، فيعتقد كونه صادقا، ولا يقول: إنه حلف كاذبا. اهــ
والله أعلم.