السؤال
سؤالي هو: أنا في حيرة من أمري. قبل سنة تقريبا أحببت رجلا في مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت علاقتنا في حدود الرسائل فقط، وأحببته، وهو نفس الشيء. وقد اتفقنا منذ البداية أن تكون نهاية علاقتنا الزواج. وقد كلم أمه، فكلمتني وقالت: عندما يحصل على وظيفة، سنخطبك. وولدي كلمني عنك، وشرح وضعكم.
اطمأننت، وأصبحنا نتكلم مع بعض مكالمات في حدود. وخطبتنا بعد شهر -إن شاء الله- لكن الذي خوفني أنني قرأت أنه حتى لو انتهت علاقتنا بزواج، تعتبر علاقتنا باطلة، بدليل أن ما بني على باطل فهو باطل. وعلاقتنا ستكون حراما؛ لأنها من بدايتها حرام. لكن يعلم الله أن حبنا نظيف وواثقة فيه، وواثقة من نيته، وهو نفس الشيء.
هل من المعقول أن تكون علاقتنا بعد الزواج باطلة، ولا نوفق، بسبب أننا أحببنا بعضنا، واخترنا الحلال تكون هذه نهايتنا !؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يبتعد عن مواطن الريب والشبهات، فذلك أتقى لله وأطهر للقلب، ولا يجوز لأي واحد من الجنسين أن ينشئ أي علاقة مع الطرف الآخر خارج العلاقة التي أذن الله تعالى فيها وهي علاقة الزواج.
ومن ذلك تبادل كلمات الغرام والحب، أو رسائله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فذلك ذريعة الفساد الذي يؤدي غالبا إلى الفواحش، سواء كان ذلك قبل الخطوبة أو بعدها، وقبل العقد الشرعي الصحيح.
فإن المرأة أجنبية عن الخاطب إلى أن يعقد عليها، ولا يجوز من ذلك إلا ما كان كلاما عاديا محدودا خاليا من أي ريبة, وكان الغرض منه التعارف المحدود، أو الترتيب لما لا بد منه، ثم الكف عنه تماما متى ما حصل الغرض المطلوب.
هذا، وننصحكما بالتعجيل بالزواج، وعدم تأخيره، إذا كان ذلك في الإمكان، فقد جاء في الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه مرفوعا من حديث ابن عباس. قال عنه في الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
وإذا حصل التواني بخصوص الزواج، فيجب أن تبقي بعيدة عن الاتصال به وتبادل الرسائل معه؛ لأن ذلك قد يتطور إلى ما هو أضر وأخطر.
وإذا علم الله تعالى أن هدفكما هو تحقيق زواج شرعي، وفق ما شرع؛ فإنه سيعينكما على تحقيقه، ووصول كل منكما إلى محبوبه، ومرغوبه.
ولا شيء أخصر طريقا إلى ذلك من تقوى الله تعالى، ومخافته.
والله أعلم.