السؤال
إذا سألني شخص عن فلان هل هو مدخن أم لا؟ وأنا أعرف أنه يدخن، ولا أعرف لماذا الشخص يسألني عنه. هل هي غيبة إذا قلت الحقيقة؟
وإذا رفضت أن أقول الحقيقة، فربما سيعرف السائل أن فلانا مدخن. فما الحل؟
سؤال آخر: إذا ضحكت من خطأ شخص. هل أكون بذلك قد ظلمت ذلك الشخص، وله حق علي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان من المهم جدا معرفة لماذا يسأل هذا الشخص عن الآخر المدخن؟ فبمعرفة غرضه يمكن تحديد الإجابة.
وعلى كل حال، فقد قال الإمام ابن حجر الهيتمي في (الزواجر عن اقتراف الكبائر): الأصل في الغيبة الحرمة؛ وقد تجب، أو تباح لغرض صحيح شرعي، لا يتوصل إليه إلا بها. اهـ.
ثم ذكر الأبواب التي تجوز فيها الغيبة، ومنها قوله: الرابع :تحذير المسلمين من الشر، ونصيحتهم كجرح الرواة والشهود والمصنفين والمتصدين لإفتاء، أو إقراء مع عدم أهلية، أو مع نحو فسق أو بدعة وهم دعاة إليها ولو سرا، فيجوز إجماعا بل يجب. وكأن يشير وإن لم يستشر على مريد تزوج أو مخالطة لغيره في أمر ديني أو دنيوي، وقد علم في ذلك الغير قبيحا منفرا كفسق أو بدعة، أو طمع أو غير ذلك كفقر في الزوج.....
الخامس: أن يتجاهر بفسقه أو بدعته كالمكاسين، وشربة الخمر ظاهرا، وذوي الولايات الباطلة، فيجوز ذكرهم بما تجاهروا به دون غيره، فيحرم ذكرهم بعيب آخر إلا أن يكون له سبب آخر مما مر. انتهى.
وأما كونك إذا لم تجبه فلعله يعرف بأن الشخص المسؤول عنه مدخن؛ فهذا لا يضرك ما دام أن معرفته لم تكن من قبلك، وإنما فهمها من سكوتك فقط.
وأما ضحكك من خطأ شخص: فلا بد من معرفة موجب الضحك هل هو التعجب، أو السخرية منه، أو شيء آخر حتى نستطيع الجواب عنه.
والله أعلم.