السؤال
لدي غرفة أربي بها أزواجا من الحمام -ثلاثين زوجا- تقريبا، وكلها تطير، وتأكل أغلب طعامها من الخارج من زروع الناس مثلا، وأيضا تأكل من بقايا علف أغنامنا، وأنا أقدم لها القليل من الطعام لكي لا تهرب فقط.
وعملي هذا ليس بقصد الإضرار بزروع الناس، وإنما للتقليل من مصاريف الحمام، ولأن الحمام الطيار أيضا يقاوم الأمراض أكثر من غيره، وجرت العادة عندنا في مجتمعنا بالتهاون في ما أكل الحمام من الزرع، حتى ولو كان الحمام يأكل من الزرع يوميا.
فما حكم هذا العمل؟ هل هو حرام أم مكروه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخلو هذا الأمر من كراهة، وإن زاد حد إضرار الحمام بالزرع على ما جرى العرف بالتسامح فيه، فلا يبعد الحكم بالحرمة.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال في الرعاية الكبرى: يكره اتخاذ طيور طيارة تأكل زروع الناس وتكره فراخها وبيضها، ولا تكره المتخذة لتبليغ الأخبار فقط ... وقال حرب : سمعت أحمد قال: لا بأس أن يتخذ الرجل الطير في منزله إذا كانت مقصوصة ليستأنس إليها، فإن تلهى بها فإني أكرهه. قلت لأحمد: إن اتخذ قطيعا من الحمام تطير؟ فكره ذلك كراهة شديدة ولم يرخص فيه إذا كانت تطير، وذلك أنها تأكل أموال الناس وزروعهم.
وقال مهنا: سألت أبا عبد الله عن بروج الحمام التي تكون بالشام؟ فكرهها، وقال: "تأكل زروع الناس". وقد تقدم أن للأصحاب في كراهته لشيء، هل يحمل على التحريم أو التنزيه؟ على وجهين. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى: 47156، 47435، 45348.
والله أعلم.