التردد بين طلاق المرأة بسبب برودها الجنسي وإبقائها لمصلحة الأولاد

0 12

السؤال

تزوجت زوجتي منذ أربعة عشر عما عن حب، ولدي طفل عمره ست سنوات، وطفلة عمرها سنتان، ومنذ زواجنا لم تكن هناك علاقة جنسية؛ لإصابتها بالتشنج المهبلي، وقد حاولنا مدة ثلاث سنوات مع الأطباء دون نتيجة؛ مما أثر في نفسيتنا، بالإضافة إلى سوء طباع زوجتي، فهي عند الغضب تسبني، وتسب أهلي وتفقد صوابها، ثم تندم بعد ذلك.
وهي لا تحب أهلي، وتخاف منهم، وتحدد علاقتنا معهم بشكل كبير؛ مما أثر على علاقتي بأهلي، ونحن نعيش في بلد غير بلدنا، وقد أوضحت لها أنهم أهلي، وأنها لا يجوز لها أن تفسد علاقتي بهم، فلم يزرني أهلي في بيتي منذ زواجنا، ولم يروا بيتي، فهي تعتقد بشدة في الحسد، وقد تحملتها مراعاة لظروفها النفسية، وأن الأمر خارج عن إرادتها، وبسبب وقوفها بجانبي، فهي تحبني بشدة.
واقتصرت حياتنا الجنسية على بعض المداعبات النادرة فقط طوال سنوات الزواج، وأنا نادم الآن على ذلك، ففي النهاية لا يجوز مخالفة الفطرة لاعتبارات عاطفية.
ومنذ خمس سنوات فقدت حبي لها تماما، ولم تعد تثيرني، وأعجبت بأخرى، ولكن جمحت نفسي، وأصبحت أعيش بهدف تربية ابني.
وطلبت من زوجتي أن أتزوج ثانية، فأبت، وحاولت أن أتكيف مع ذلك.
ومنذ ثلاث سنوات رغبت في إنجاب طفلة، لعلها تعوضني نفسيا، وكنت أعتقد أني بوجودها سوف أكون سعيدا، وأقوم بتربية أطفالي؛ فالحياة قصيرة، ولعل الله يعوضنا في الآخرة.
ومنذ سنتين وقبل ولادة طفلتي بشهر، تعرفت إلى أوروبية أكبر مني سنا بخمس سنوات، وتورطت معها في علاقة آثمة لمدة عام، ثم علمت زوجتي، وثارت ثورة كبيرة، وأهانتني إهانات لا حد لها، فقلت لها: إنني أستحق الزواج؛ نظرا لعدم وجود علاقة جنسية، وقد شارفت على الأربعين؛ فرفضت، ثم تزوجت الأخرى عرفيا، وقلت لزوجتي: إنها مرحلة مؤقتة، وأصبحت أمكث عندها يوما وأذهب للأخرى يوما، فلم تتحمل زوجتي، وأذاقتني الويل.
ومع انتهاء الدراسة، رجعت إلى بلدنا، وقالت: إنها تعالجت، واشترطت أن أقطع علاقتي بالأخرى حتى تعود مع الأولاد، ثم اضطررت لفعل ذلك رغما عني، وآثرت مصلحة أطفالي.
وبعد عودتها اكتشفت أنني لا زالت لا أحبها، ولا أرغب فيها، رغم أنها قد شفيت، بالإضافة لمحاولتها للتودد لي، رغم معرفتها بعدم حبي أو رغبتي فيها؛ مما يعذب كلينا.
أنا أحاول أن أتقبل زوجتي، وأعيش في صراع نفسي مرير ما بين الاستمرار في الزواج مراعاة للأولاد، أو الانفصال والعودة إلى الثانية، علما أنني لا أتواصل معها، وقد قامت زوجتي بضربها في مكان عام بعد أن اكتشفت علاقتنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

  فنسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويصلح الحال بينك وبين زوجتك.

ونوصيك بكثرة الدعاء أن ييسر لك ذلك؛ فالله على كل شيء قدير، وهو قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال سبحانه: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.

 ونحسب أن الأمر هين ما دامت زوجتك قد شفيت، وأنها راغبة في أن تكون حياتها معك على حال حسن، فاجتهد في أن تتقبلها.

ولعلك إذا تكلفت قبولها أن ييسر الله لك ذلك، فيكون سجية عندك.

ومما يمكن أن يعينك على ذلك: النظر إلى ما أنعم الله عليكما به من الذرية، وما ترجوان من مصلحتهما، ونشأتهما نشأة طيبة؛ فالألفة بينكما تعين على ذلك، وفراقكما قد يكون سببا لضياعهم، فليكن ذلك منكما على بال.

وبخصوص زوجتك الثانية، فلك رجعتها، إن شئت.

وليس لزوجتك الأولى منعك من ذلك، ولكن لا تقدم على ذلك، إن لم تكن فيه المصلحة الراجحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى