السؤال
ما هو حكم الدين من نشر الرعب والخوف والهلع بين الناس من مرض الكورونا؟ وفطر القلوب باحتمالية توقف صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وفرض ما هو في علم الغيب؟ وهل هذه الاحتماليات تدخل تحت بند سوء الظن بالله؟
ما هو حكم الدين من نشر الرعب والخوف والهلع بين الناس من مرض الكورونا؟ وفطر القلوب باحتمالية توقف صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وفرض ما هو في علم الغيب؟ وهل هذه الاحتماليات تدخل تحت بند سوء الظن بالله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمؤمن يعلم أن كل شيء إنما هو بقدر الله تعالى، ثم هو يتوكل على الله، ولا يخاف غيره، ولا يرجو سواه، ويحسن الظن به تعالى في جميع الحالات، ومع هذا فإنه يأخذ بالأسباب لجلب النفع ودفع الضر، ولا يعتمد على الأسباب، وإنما يعتمد على مسببها تبارك وتعالى.
فما يحصل من الرعب والهلع والخوف الزائد أمر ينهى عنه الشرع، ويحذر منه، وإنما الواجب التسليم لأمر الله، والرضا بحكمه، والتوكل عليه، والعلم الجازم بأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فيكون قلب العبد مطمئنا بالإيمان، راكنا إلى تدبير الله تعالى، محسنا الظن به.
ومع هذا، فالعبد يأخذ بالأسباب والاحتياطات الكافية للوقاية من شر هذا الوباء؛ تأسيا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أخذه بالأسباب، وشرعه ذلك لأمته، ونهيه أن يورد ممرض على مصح، والخوف من منع التراويح في رمضان، والحزن لذلك لا حرج فيه، ولا تنافي بينه وبين حسن الظن بالله، والتوكل عليه.
وإذا اقتضت التدابير الوقائية حصول ذلك، فالمؤمن لا يجزع، ولا يهلع، ولكنه يتلقى ذلك بالصبر والتسليم، وإن حزن لذلك، فإن الذي يخفف حزنه علمه أنه معذور ومأجور لعلم الله منه أن لو انتفى ذلك الظرف لكان من المقيمين لتلك الشعائر المحيين لها.
وتوقع استمرار الأمر لمدة معينة مثلا ليس من سوء الظن بالله، ولكنه بالنظر إلى واقع الحال، والأخذ بالقرائن الظاهرة.
ولا تنافي بين هذا، وبين أن يدعو العبد ربه برفع البلاء -عاجلا غير آجل- فإن الله على كل شيء قدير.
نسأل الله أن يقي المسلمين كل مكروه وسوء.
والله أعلم.