السؤال
أنا شابة كنت على علاقة مع شاب ورفضه أهلي بدون سبب وزوجوني بآخر، ولدي منه طفلان، ولكني لا أحبه، فهل أنا مأجورة على صبري عليه؟ وهل أعتبر خائنة بتفكيري بمن أحب؟ وهل أكون آثمة رغم أني لم أخنه وأخاف الله؟ وهل يمكن أن يزوجني الله من أحب في الآخرة أو لابد من الزوج؟ علما بأن الجنة فيها ما تشتهيه النفس.
أرجوكم ردوا علي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن المرأة في الجنة تكون لآخر أزواجها في الدنيا، كما مضى بيانه في الفتوى رقم: 19824، وقيل تكون لأحسن أزواجها خلقا، وقيل بل تخير إذا كانت المرأة قد تزوجت أكثر من زوج، أما إذا لم يكن لها إلا زوج واحد، فهي له دون غيره، قال ابن حجر الهيثمي : في الزواجر: من ماتت في عصمة إنسان فهي له دون غيره، بخلاف من ماتت لا في عصمة أحد. اهـ.
ولتعلمي أيتها الأخت السائلة أن موازين الحياة في الجنة تختلف عن حياتنا الدنيا، فالله تعالى يقذف في قلوب أهلها المحبة والمودة، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا.
وقال تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين [الحجر:47].
فالله تعالى يقذف في قلوب أهل الجنة حب بعضهم لبعض، وينزع من قلوبهم الضغينة والحقد، ويحبب الأزواج إلى الزوجات حتى يصير الزوج أ حب إلى قلب زوجته من أي أحد آخر، وتصير الزوجة أحب إلى قلب زوجها من أي أحد آخر، ولتراجعي الفتويين التاليين: 23427، 16600.
أما عن حبك لشخص غير زوجك فالأمر فيه خطير، لأنه قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، ولأنه يتنافى مع المودة والرحمة والسكينة والألفة التي ينبغي أن تكون بين الزوجين ، والتي من أجلها شرع الله النكاح ، ونصيحتنا لك هي أن تدفعي عن قلبك وخاطرك هذا الحب ، وألا تسترسلي معه إذا حضر في ذهنك، وليكن قصدك أولا وآخرا هو إرضاء الله بذلك، وتحقيق إخلاص المحبة لزوجك، والله تعالى سيعوضك بطاعتك لله خيرا في الدنيا والآخرة، فما من عبد ترك شيئا لله إلا وعوضه الله خيرا منه، وراجعي الفتويين التاليتين: 35957، 2207.
والله أعلم.