حاجة الإنسان للتعليم ومصيره

0 321

السؤال

هل الإنسان محتاج إلى تعليم وتهذيب ليتبين له الطريق الصحيح، أم أنه يعلم كل الأشياء؟ وما هو مصيره عند الله عز وجل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الإنسان محتاج إلى من يوجهه ويرشده، ولذلك أنزل الله الكتب، وأرسل الرسل.

والدعاة والمصلحون يقومون بمهمة الرسل أيضا في التوجيه والإرشاد، والإنسان يولد وهو لا يعلم شيئا كما قال تعالى: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا [النحل:78].

والواجب على المسلم أن يتعلم العلم النافع، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني.

وهذا العلم النافع متوفر لدى العلماء المتصفين بالصدق والإخلاص، وعلى المسلم أن يبحث عن هؤلاء، فإن وجدهم فليحرص على مجالستهم، والتخلق بأخلاقهم قبل الأخذ عنهم، وعلى المسلم أيضا مصاحبة الصالحين الذين يحضونه على الخير، ويبعدونه عن الشر.

وأما قولك: أم أن الإنسان يعلم كل الأشياء؟ فالحق أنه لا يعلم كل الأشياء، بل يحتاج إلى من يعينه ويرشده في الأمور التي تخفى عليه.

وأما مصير الإنسان عند الله، فهو بحسب توفيق الله له، ومن مات مؤمنا وقد عمل عمل خير قاصدا به وجه الله، فهو ملاقيه ومجزي به، كما أن من عمل شرا ولم يتب منه ولم يتجاوز الله عنه، فسيلاقيه هو الآخر:فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [ الزلزلة : 7-8].

والمؤمن الطائع له الجنة، كما قال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * خالدين فيها لا يبغون عنها حولا [ الكهف : 107-108].

ومرتكب الكبائر من المسلمين إن مات وهو مصر عليها غير مستحل لها، فأمره إلى مشيئة الله، إن شاء الله عاقبه، وإن شاء عفا عنه يوم القيامة.

أما المشركون، فإن الجنة محرمة عليهم، فليس لهم إلا النار، كما حكم بذلك رب العالمين حيث يقول: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار [ المائدة : 72].

فليحرص المسلم على طاعة الله لينال مرضاته وجناته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات